فهتفت ماريانا مرحبة بتغيير مجرى الحديث: حاسب أن تكفر يا طلبة بك!
فأشار إلى تمثال العذراء وسأل: خبريني يا سيدتي، لماذا رضي الله بأن يصلب ابنه ؟
فقالت بجد: لولا ذلك لحلت بنا اللعنة!
فضحك طويلا ثم قال: ألم تحل بنا اللعنة بعد؟
وكان يسترق إلي النظر وأنا أتجاهله حتى لكزني بكوعه وهو يقول: أيها الثعلب، عليك أن تصالحني مع زهرة. •••
نزيل جديد؟
شيء في وجهه الأسمر الواضح الملامح يشي بأنه فلاح، معتدل القامة في غير امتلاء، سمرته أميل إلى الغمق، له نظرة قوية، في الثلاثين من عمره. دعته المدام إلى مقعد من مائدة الإفطار وهي تقول: مسيو سرحان البحيري.
ثم قدمتنا إليه، وطلبت منه أن يزيدنا تعريفا بنفسه إن شاء، فقال بصوت قوي ذي طعم ريفي متمدن: وكيل حسابات شركة الإسكندرية للغزل.
وعقب خروجه ضحكت المدام معلنة عن سرورها وقالت: نزيل مقيم أيضا وبنفس الشروط.
ولم يكد يمضي أسبوع حتى جاء حسني علام للإقامة أيضا: وهو شاب يصغر سرحان بقليل، ربعة أبيض اللون، ذو بنيان متين يليق بمصارع، وقالت المدام: إنه من أعيان طنطا.
صفحه نامشخص