أعرف حكماء الشرق الذين يدورون مع النجم في رأس السنة.
فرنر :
يا ابن آدم، يخيل لي أنك لا تقرأ الأخبار ولا الكتاب المقدس؟ ألا تعرف الأمير هيراقليوس؟ الرجل الشجاع الذي اجتاح فارس ويستعد الآن لنسف الباب العالي العثماني خلال الأيام القادمة؟ نحمد الله على أن الحرب ما زالت موجودة في مكان ما من الأرض. وقد طال الأمد على أملي في أن تعود الحرب إلى الاشتعال هنا، ولكن ها هم أولاء يجلسون ويعالجون جراح جلودهم. لا، لقد كنت جنديا، ولا بد أن أصبح جنديا من جديد! باختصار (وهو يتلفت خجلا بحثا عما إذا كان هناك من يسترق السمع)
بيني وبينك، يا يوست، سأرحل إلى فارس لأشترك في بضع معارك ضد الترك، تحت لواء صاحب السمو الأمير هيراقليوس.
يوست :
أنت؟
فرنر :
أنا، أنا كما تراني أمامك! لقد حارب أجدادنا الأتراك بهمة، وعلينا، إن كنا حقا مسيحيين مخلصين، أن نفعل مثلما فعلوا. طبعا أنا أعرف أن معركة ضد الترك لا يمكن أن يكون لها من المتعة نصف ما لمعركة ضد الفرنسيين، ولكنها أعظم أجرا في الدنيا والآخرة، لقد رصع لك الترك سيوفهم بالجواهر.
يوست :
لا، لا يمكن أن أسير ميلا واحدا لكي تقطع رأسي بسيف من هذا القبيل. وأنت لست من الجنون بحيث تترك مكانك في محكمة العمدية الجميلة.
صفحه نامشخص