ويروي أن النبي (- صلى الله عليه وسلم -) قال(1): "لا تطرحوا الدر في أفواه الكلاب" يعني: العلم.
وقيل: من أعطي الحكمة غير أهلها - خاصمته الحكمة إلى ربها.
قال الشاعر(2):
sSO0ومن منح الجهال علما أضاعه s ... ومن منع المستوجبين فقد ظلم Ss
sومانع علم الدين ممن يريده s ... يبوء بأوزار، وأثم، إذا حرمOSs
فصل:
والعالم الذي يلزم العامة قبول فتواه: هو العالم المشهور بالعلم؛ والمعرفة في عصره، ومصره، و [هو] من أهل نحلة الحق الصادقين الذين أمر الله باتباعهم، وهم الذين يهدون بالحق، وبه يعدلون، و [هو] من جملة المختلفين من أهل الذكر.
فإذا كان بهذه الصفة، وعالما بالحلال والحرام، [و]...من أهل العدالة، والولاية - كان حجة، واجب قبول فتواه، وكل من كان عالما بفن من فنون العلم معروفا به مشهورا في مصره، وعصره - كان مقبولا فتواه فيه.
والعلماء مختلفون في الدرجات، والعلم، والتفاضل، فمنهم البصير، والمبصر ومنهم دون ذلك.
ومن ابتلي بالسؤال عن أمر الحلال والحرام، وكان يحفظ من الكتب، واحتاج إلى ذلك؛ فإنه يجيب بما عرف من الأثر عن المسلمين، وبان له عدله، وما لا يعرف عدله، ولا أنه من المسلمين - فلا يجيبهم من أثر لا يعرف عدله، وليس له أن يعرفهم.
صفحه ۱۱۸