منهج الطالبين لخميس الرستاقي

خميس شقصي d. 1090 AH
106

منهج الطالبين لخميس الرستاقي

منهج الطالبين

ژانرها

وقال أبو سعيد (رحمه الله) في قول القائل، إذ سئل عن مسألة لا يعلمها- الله أعلم: فعاب عليه من عاب، وقال له: إذا سألك أحد عن شيء- فقل: سل غيري، لئلا يترك السائل في شبهة. واعلم- رحمك الله- أنه قد بلغنا: أن عبد الله بن عمر كان من أهل العلم والفقه، فسأله سائل عن مسألة، فقال ابن عمر: الله أعلم، فقال له السائل: أمثل ابن عمر يقول: الله أعلم!!، فقال له ابن عمر ماذا علي ابن عمر، إذا قال: الله أعلم لما لا يعلم.

وبلغا عن ابن عباس- وكان هو، وعبد الله بن عمر بن الخطاب من فقهاء الأمة- أنه دخل عليه نافع بن الأزرق، فجري بينهما كلام في جرأة عبد الله ابن عباس في الفتيا في النفيرو [في] الحلال والحرام، فقال نافع بن الأزرق لابن عباس: ما أجرأك علي الله!! فقال له ابن عباس، فيما بلغنا أجر مني من لا يقول لما لا يعلم: الله أعلم، وفي بعض الحديث- أجرأ مني: من يقول لما يعلم: الله أعلم.

وكل ذلك: صواب(1) ، لأن المتكلف للقول فيما لا يعلم غير معذور، وكاتم لعلمه إذا احتج إليه كالقائل ما لا يعلم.

وبلغنا أنه سئل بعض الفقهاء عن شيء لا يعلمه، فقال: الله أعلم، فقال السائل: رددت العلم إلي عالمه، غير أن الضعيف الذي ليس له كثير علم، وفقه يستحب له، إذا سئل عن شيء لا يعلمه: أن يقول في ذلك: لا أدري، ولا أعرف[أ] وليس لي فيه معرفة، ولا يقول: الله أعلم، فتوهم السائل [أنه] إنما يقف وقوف الفقهاء، فمن هذا الحرف كانت العلة داخلة علي أهل الضعف.

صفحه ۱۰۹