منهاج المتقين في علم الكلام
كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)
ژانرها
فإذا قال الله تعالى: {من شاهدك على هذا فلا يجد غير أهل هذه المقالة}.
حكى الحاكم رحمه الله أنه كان في البصرة نصراني فكتب كتابا قال فيه شهود أهل هذا الكتاب المسمون يشهدون أن فلانا النصراني فعل الله فيه الكفر وقضاه عليه ومنعه من الإيمان، وأنه أتى في ما أتى من قبل الله تعالى، ثم كان يأتي المجبرة فيأخذ خطوطهم بذلك ويقول: اكتبوا حتى تشهدوا لي يوم القيامة، فكانوا يكتبون وأهل العدل يسخرون منهم
ويحكى أيضا أن مجبرا سمع قارئا يقرأ: {فقال ما منعك أن تسجد} فقال: هو والله منعه، ولو قال إبليس منعه لكان صادقا، وقد أخطأ إبليس الحجة، ولو كنت حاضرا لقلت منعته.
وأما شبهتهم بالمجوس فمن وجوه: منها أن المجوس يقولون: أحد الإلهين يقدر على الخير ولا يقدر على الشر، والآخر بالعكس، والمجبرة يقولون: الكافر يقدر على الكفر ولا يقدر على الإيمان والمؤمن بالعكس.
ومنها أن المجوس يعلقون المدح والذم بما لا اختيار في فعله ولا تركه.
يحكى أنهم يرمون بالبقرة من شاهق ويقولون: انزلي لا تنزلين فإذا وقعت على الأرض قالوا: عصت فأكلوا لحمها، وكذلك مذهب الخصوم في الكافر والمؤمن.
ومنها أن المجوس علقوا هذه الأحكام من مدح وذم وأمر ونهي بما لا يعقل وهو الطبع، والمخالفون علقوا ذلك بما لا يعقل وهو الكسب.
ومنها أن المجوس علقوا ينكحون أمهاتهم وأخواتهم ويفعلون القبائح ويقولون كل ذلك إرادة الله منا، وهو من الله، وكذلك قول المخالفين في المعاصي.
قالوا: بل أنتم المجوس لأنكم تضيفون الشرور إلى الشيطان وتنفونها عن الله، فكذلك مذهب المجوس.
قلنا: الشرور التي أضافتها المجوس إلى الشيطان هي الأمراض والمصائب والصور التي تنفر عنها النفوس وكل هذا نحن نضيفه إلى الله.
صفحه ۳۴۱