235

منهاج المتقين في علم الكلام

كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)

ژانرها

علوم قرآن

وإذا نظرت إليك من ملك .... والبحر دونك زدتني نعما

والنظر مع كون البحر حائلا هو الانتظار.

وقال آخر:

أبي البكر لما وعدت لناظر .... نظر الذليل إلى العزيز القاهر

وقال الفارسي وهو من كبار أئمة اللغة: النظر لا يفيد الرؤية، وأنشد مستدلا على ذلك:

قيامي هل تجري بكائي بمثله .... مرارا وأنفاسي عليك الزوافر

وإلى متى أشرف من الجانب الذي .... به أتت من بين الجوانب ناظر

قال: فطلب منها الجزاء على كونه ناظرا إليها، ولو كان النظر هو الرؤية لما طلب عليه جزءا وهو المحب بل حقه أن يبذل فيه الرغائب.

قالوا: النظر إذا قرن بالوجه أفاد الرؤية.

قلنا: لا نسلمه، أما أولا فهو محل النزاع، وبعد فقد ورد كثيرا في اللغة وهو لا يفيد الرؤية، بل الانتظار، قال حسان:

وجوه يوم بدر ناظرات .... إلى الرحمن يأتي بالفلاح

وروي بالخلاص:

وروي ينتظر الفلاحا .... وروي ينتظر الخلاصا

وقال البعيث:

وجوه نهار ليل الحجاز على النوى .... إلى ملك زان المغارب ناظره

فتبين أن أهل الحجاز ينتظرون ملك المغرب، ومعلوم أنه لم يرد الرؤية، وقال آخر:

ويوم بداقار رأيت وجوههم .... إلى الموت من وقع السيوف نواظرا

فهذا كله يدل على بطلان ما قالوه، وإنما أكثر بالاستشهاد في ذلك؛ لأن بعض المتعجرفين منهم لم ير في كتب أصحابنا إلا بيت حسان، فقال: إنا قد أفسدنا أصول المعتزلة، وهددنا أركانهم، ولسنا نترك أصلا لنثبت شعر لا ندري عن قائله، يعني بيت حسان، فأريناه أن الأصل الثابت في اللغة ما ذهبنا إليه، ثم إن هذا الرجل المذكور استشهد بيتا واحدا في جملة المسألة وهو /159/:

صفحه ۲۳۹