============================================================
فانك عند استماع القبيخ شريك لقائله فانتبه(1 والثاني : أن ذلك يهيج الخواطر والوسواس في القلب ، ثم من ذلك يبدو الاشتغال في البدن ، فما يبقى في العبادة شيء .
ثم اعلم : أن الكلام الذي يقع في قلب الإنسان وسمعه بمنزلة الطعام الذي يقع في جوفه، فمنه الضار ومنه النافع، ومنه الغذاء ومنه الشم القاتل، بل إن بقاء الكلام وتجرعه اكثر وأبلغ من الطعام ؛ فإن الطعام يزول عن المعدة بنوم أو غيره ، وربما يبقى أثره زمانا ثم يزول ، وله دواءآ يزيل أثره من جسم الإنسان .
وأما الكلام الذي وقع في قلب الإنسان : فرتما يبقى معه جميع عمره ولا ينساه، فإن كان شيئا رديئا. . فلا يزال يتعبه ويعنيه(2)، وترد بسببه خواطر في القلب ، ووساوس يحتاج إلى أن يعرض عنها، ويعدل بقلبه عن تذگرها، ويستعيذ بالله تعالى من شرها، ولا يأمن من أن تحمله على بلية، وتحركه حتى يقع آخر الأمر في آفة عظيمة بسبب ذلك، ولو كنت حفظت سمعك عما لا يعنيك. كنت عن هلذه المؤن مستريحا، فلينظر العاقل في ذلك، وبالله التوفيق.
الفصل الثالث : اللسان .
ثم عليك بحفظ اللسان وضبطه وتقييده؛ فإنه أشذ الأعضاء جماحا وطغيانا، واكثرها فسادا وعدوانا.
ولقد روينا عن سفيان بن عبد الله أنه قال : قلت : يا رسول الله؛ ما أكثر ما تخاف علي ؟ فأخذ عليه الصلاة والسلام بلسان نفسه ثم قال : "هذذا "(3): وعن يونس بن عبيد أنه قال : (إني وجدت نفسي تحتمل مؤنة الصوم في
صفحه ۱۰۸