============================================================
أخاف إذا لقيتآه أن أتزين له ، وإذا لقيت شيطانا أمتنع منه.
ولقد لقي شيخي الإمام بعض العارفين، فتذاكرا مليا، ثم دعوا في آخر حدييهما، فقال شيخي الإمام للعارف : ما أظنني جلست مجلسا أنا له أرجى من مجلسي هلذا، فقال له العارف : للكني ما جلست مجلسا أنا له أخوف من مجلسي هذا، ألست تعمد إلى أحسن حديثك وعلومك فتحدثني بها ، وتظهرها بين يدي، وأنا كذلك؟ فقد وقع الرياء، فبكى شيخي الإمام مليا، ثم غشي [من السريع) عليه، فكان بعد ذلك يتمثل بهذه الأبيات : يا ويلتسا من موقف ما به أخوف من آن يعدل الحاكم اارذ الله بعصيان ه ولي لي من دونه راحم يا رب عفوا منك عن مذنب أسرف إلا أته نادم يقول في الليل إذا ما دجا آهأ لذنب ستر العالة(1) فهذا حال أهل الزآهد والرياضة في ملاقاتهم ، فكيف حال أهل الرغبة والبطالة ، بل حال أهل الشر والجهالة ؟1 وأعلم : أن الزمان قد أصبح في فساد عظيم ، وأصبح الناس في ضر كثير؛ فإتهم يشغلونك عن عبادة الله تعالى حتى لا يكاد يحصل لك منها شيء، ثم يفسدون عليك ما حصل لك حتى لا يكاد يسلم لك منها شيء، فلزمتك العزلة والتفرآد عن الناس ، والاستعاذة بالله تعالى من شرهذا الزمان وأهله، والله تعالى الحافظ بفضله ورحمته فإن قيل : فما حكم العزلة والتفرود عن الناس ؟ فبين لنا - يرحمك الله - حال طبقات الخلق فيها، والحد الذي يجب منها.
فاعلم - رحمك الله وإيانا - : أن الناس في هذا الباب رجلان : رجل لا حاجة بالخلق إليه في علم وبيان حكم ، فالأولى بهذا الرجل التفرد
صفحه ۷۵