============================================================
أما تذكر أصحاب الكهف ؟ كانث مدتهم خطرة؛ حيث رأوا التغير في وجه ملكهم دقيانوس فقالوا : رتنارت السملوت والأرض) الآية حصلت لهم المعرفة في تلك اللحظة، وأبصروا ما في هذا الطريق من الحقائق، وقطعوا هلذه الطريق فصاروا مفوضين متوكلين مستقيمين؛ إذ قالوا : ( فأوها إلى الكفف ينشر لكز ريكم من رحمته } الآية.
وكل ذلك إنما حصل لهم في مقدار ساعة أو لحظة.
أما تذكر سحرة فرعون؟ ما كانث مدتهم إلأ لحظة، حيث رأوا معجزة موسى عليه السلام فقالوا: ءامنا برب اللمين)، فأبصروا الطريق وقطعوه، فصاروا من ساعة إلى ساعة بل أقل من العارفين بالله ، الراضين بقضاء الله تعالى، الصابرين على بلائه ، الشاكرين لآلائه ، المشتاقين إلى لقائه، فنادوا: لاضير إنا إن رينا منقلبون ولقد حكينا أن إبراهيم بن أدهم رحمه الله كان على ما كان عليه من أمر ألدنيا ، فعدل عن ذلك وقصد هذه الطريق(1) ، فلم يكن إلا مقدار مسيره من بلخ الى مرو الروذ حتى صار بحيث أشار إلى رجل سقط من القنطرة في الماء الكثير هنالك : أن قف ، فوقف الرجل مكانه في الهواء فتخلص.
وأن رابعة البصرية كانث أمة كبيرة السن ، يطاف بها في سوق البصرة ، ولا يرغب فيها أحد لكبر سنها، فرحمها بعض الثجار فاشتراها بنحو مثة درهم وأعتقها، فاختارث هذذه الطريق وأقبلت على العبادة ، فما تفت لها سنة حتى زارها زهاد البصرة وقراؤها وعلماؤها لعظم منزلتها.
وأما الذي لم تسبق له العناية ، ولم يعامل بالفضل والهداية.. فيوكل إلى نفسه، فرئما يبقى في شعب من عقبة واحدة سبعين سنة ولا يقطعها، وكم يصيخ ويصرخ: ما أظلم هذا الطريق وأشكله، وأعسر هلذا الأمر وأعضله ! فإن الشأن كله إلى أصلي واحد، وذلك تقدير العزيز العليم ، العدل الحكيم:
صفحه ۲۷۳