============================================================
المشقات، بعيدة المسافات، عظيمة الآفات، كثيرة العواثق والموانع، خفية المهالك والمقاطع ، غزيرة الأعداء والقطاع ، عزيزة الأشياع والأتباع، وهلكذا يجب أن تكون ؛ لأنها طريق الجنة ، فيصير هلذا تصديقا لما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الجنة حفت بالمكاره ، وإن النارحفت بالشهوات "(1).
وقال صلى الله عليه وسلم : " ألا وإن الجنة حزن بربوة ، ألا وإن النار سهل بسهوة"(2).
ثم مع ذلك كله فإن العبد ضعيف ، والزمان صعب ، وأمر الدين متراجع، والفراغ قليل، والشغل كثير ، والعمر قصيرة ، وفي العمل تقصير ، والناقد بصير ، وإلى الله المصير، والأجل قريث، والسفربعيد ، والطاعة هي الزاد فلا بد منها، وهي فائته فلا مرد لها، فمن ظفر بها. . فقد فاز وسعد أبد الآبدين، ومن فاته ذلك . . فقد خسرمع الخاسرين، وهلك مع الهالكين.
فصار هذا الخطب إذن والله معضلا، والخطر عظيما، ولذلك عز من يقصد هلذا الطريق وقل، ثم عز من القاصدين من يسلكه ، ثم عز من السالكين من يصل إلى المقصود ، ويظفر بالمطلوب ، وهم الإآعزة الذين أصطفاهم الله عز وجل لمعرفته ومحبته، وسددهم بتوفيقه وعصمته، ثم أوصلهم بفضله إلى رضوانه وجنته، فنسأله جل ذكرهآ أن يجعلكم وإيانا من أولئك الفائزين برحمته .
نعم؛ ولما وجذنا هلذه الطريق بهلذه الصفة . . نظرنا فأمعنا النظر في كيفية قطعها، وما يحتاج إليه العبذ من الأهبة والعدة والآلة والحيلة من علم وعمل، عسى أن يقطعها بحسن توفيق الله تعالى في سلامة، ولا ينقطع في عقباتها المهلكة، فيهلك مع الهالكين، والعياذ بالله.
صفحه ۳۶