منهاج العابدين

Al-Ghazali d. 505 AH
176

منهاج العابدين

منهاج العابدين

ژانرها

============================================================

نسال الله تعالى الكريم الروحيم ألأ يعاملنا إلأ بمحض كرمه ، إنه أرحم الراحمين وأما من جانب الرجاء : فحدث عن رحمة الله الواسعة ولا حرج، ومن الذي يعرف غايتها أو يحسن وصفها ؟! فإنه الذي يهب كفر سبعين سنة بإيمان ساعة ، قال الله تعالى : { قل للزين كفروا إن ينتهوا يغفرلهم ما قد سلف} أما ترى في أمر سحرة فرعون الذين جاؤوا لحربه (1)، وحلفوا بعزة فرعون عدؤه، فما كان إلأ أن رأوا آية موسى عليه الصلاة والسلام فعرفوا الحق؛ فقالوا: {ءامنا برب هون ومومى}، ولم يذكر أنهم زادوا عليها عملا ، ثم انظر كم كرر ذكرهم في معنى المدح في كتابه العزيز ، وكم كبائر وصغائر غفرها لهم بايمان ساعة بل لحظة، فما قالوا إلآ {ءامنا عن صدق القلوب.. كيف قبلهم ووهب لهم جميع ما سلف ؟! ثم كيف جعلهم رؤوس الشهداء في الجنة أبد الآبدين ؟!

فهذا حال من عرفه ووحده ساعة بعد كل ذلك الكفر والضلال والفساد ، فكيف حال من أفنى في توحيده عمره ، لا يرى لذلك أهلا في الدارين غيره ؟1 أما ترى أصحاب الكهف وما كانوا عليه من الكفر طول أعمارهم إذ قالوا : {رتنارث الشمكوات والأرض}، والتجؤوا إليه.. كيف قبلهم، ثم أعزهم وأكرمهم فقال: ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال} ؟! وكيف أعظم لهم الحرمة، والبسهم المهابة والخشية ، حتى يقول لأكرم الخلق عليه الصلاة والسلام : لو اطلعت عليهم لولتيت منهه فرارا ولملنت منهم رقبا} ؟! بل كيف أكرم كلبا تبعهم .

حتى ذكره في كتابه العزيز مرات، ثم جعله معهم في الدنيا محجويا، ويدخله الجنة في الآخرة مكرما ؟! فهلذا فضله مع كلب خطا خطوات مع قوم عرفوه ووخدوه أياما معدودة من غير عبادة أو خدمة، فكيف فضله مع عبده المؤمن

صفحه ۲۱۰