منهاج العابدين

Al-Ghazali d. 505 AH
160

منهاج العابدين

منهاج العابدين

ژانرها

============================================================

نعيم الدنيا كما يذود الراعي الشفيق إبله عن مبارك العرة)(1).

وإذا ابتلاك بشدة. . فاعلم يقينا أنه غني عن امتحانك وابتلائك، عالم بحالك، بصير بضعفك، وهو بك رؤوف رحيم، آما تسمع قوله صلى الله عليه وسلم : "لله أرحم بعبده المؤمن من الوالدة الشفيقة بولدها" ؟(2).

فإذا علمت هلذا.. علمت أنه لم ينزل بك هلذا المكروه إلا لصلاح لك جهلته آنت وهو عالم بذلك ، ولهاذا المعنى تراه يكثر ابتلاء أوليائه وأصفيائه الذين هم أعز عباده، حتى يقول صلى الله عليه وسلم : " إذا أحب الله قوما.. ابتلاهم "(3) ، (3)8 ويقول : " أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الشهداء ، ثم الأمثل فالأمثل "(4) .

وإذا رأيت الله تعالى يحبس عنك الدنيا ، أو يكثر عليك الشدائد والبلوى..

فاعلم أنك عنده عزيز ، وأنك عنده بمكان علي ، وأنه يسلك بك طريق أوليائه ، فإنه يراك ولا يحتاج إلى ذلك ، أما تسمع قوله تعالى : واضير لحكر رتك فإنك باعيتنا}؟ بل اعرف منته عليك فيما يحفظ عليك من صلاحك، ويكثر من أجرك وثوابك، وينزلك منازل الأبرار والأعزة عنده، فكم ترى من عواقب حميدة، ومواهب كريمة، والله ولي التوفيق بمنه وفضله.

فشتاق (في أن من عرف صفات الباري جل وعلا ترك تدبير الأمور إليه] وبالجملة : إذا علمت يقينا أن الله تعالى المليء بضمان رزقك الذي لا بد لك منه في بقائك وقيامك بعبادته، وأنه القادر على ما يشاءآ كيف يشاءآ، وهو

صفحه ۱۹۴