منهاج العابدين

Al-Ghazali d. 505 AH
156

منهاج العابدين

منهاج العابدين

ژانرها

============================================================

أما الفائدة الحالية : ففراغ القلب ، وقلة الهم من غير فائدة ، ولذلك قال بعض الزهاد رحمه الله : إذا كان القدرحقا. . فالهم فضل ، وأصله الخبر المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لابن مسعود رضي الله عنه : " ليقل هئك، وما قدريكون، وما لم ترزق لم يأتك "(1).

هلذا هو الكلام الجامع النبوي، البالغ في قلة اللفظ وكثرة المعنى.

وأما الفائدة في المآل : فثواب الله تعالى ورضوانه، قال تعالى: رضحك الله عنهم ورضواعنهة) وما في الشخط من الهم والخزن والضجر في الحال ، والوزر والعقوبة في الأخرة بلا فائدة.

اذ القضاء نافذ؛ فلا ينصرف بهمآك وسخطك، كما قيل : (من الكاملا ما قد قضي يا نفس فاصطبري له ولك الأمان من الذي لم يقدر وتيقني أن المقدر كائن حتما عليك صبرت أم لم تصبري(2 والعاقل لا يختار الهم بلا فائدة مع الوزر والعقوبة على راحة القلب وثواب الجنة.

والأصل الثاني : ما في الشخط من عظيم الخطر والضرر والكفر والنفاق ، إلا أن يتداركه الله تعالى ، وتامل قوله تعالى : { فلا وريك لا يؤمثوت حتى يحكموك فيما شجر بينهر ثم لا يجدوا فى انفسهم حرجا مما قضيت وييسلموا سليما، نفى الإيمان وأقسم على من سخط قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف حال من سخط قضاء الله تعالى ؟!

ولقد روينا أن الله تعالى يقول : " من لم يرض بقضائي، ولم يصبر على

صفحه ۱۹۰