منهاج العابدين

Al-Ghazali d. 505 AH
152

منهاج العابدين

منهاج العابدين

ژانرها

============================================================

المعنى لا غير، والمنتظر من الله تعالى هلذا المعنى ؛ فإن الله تعالى لا محالة يمده بالقوة ليقوم بحق العبادة والخدمة ما دام له أجل وتكليف بالعبادة، وهذا هو المقصوذ، والله سبحانه قادر على ما يشاءآ، إن شاء يقيم بنية عبده بطعام وشراب، أو بطين وتراب، أو بتسبيح وتهليل كالملائكة، وإن شاء بدون هلذا كله: فليس مطلوب العبد إلا القوام والقؤة للعبادة ، ليس الأكل والشرب وشدة الشهوة ونيل اللذة، فلا أعتبار بالأسباب إذن، ولهلذا المعنى قويت الزهاد والعباد على الأسفار وطي الليالي والايام.

فمنهم من لم يأكل عشرة أيام ، ومنهم من لم ياكل شهرا وشهرين وهو على قؤته ، ومنهم من كان يستفك الومل فيجعله الله عز وجل له غذاء ، نحوما ذكر عن الثوري رحمه الله تعالى : أنه نفدث نفقته بمكة، فمكث خمسة عشر يوما يستفت الرمل.

وقال أبو معاوية الأسود : ( رأيث إبراهيم بن أدهم يأكل الطين عشرين يوما)(1).

وعن الأعمش قال : (قال لي إبراهيم التيمي رحمه الله : ما أكلث منذ شهر، قلت : منذ شهر؟ قال : ولا شهرين ، إلأ أن إنسانا ناشدني على عنقود (27 من عنب فأكلته، فأنا أشتكي بطني) (2) .

قلت : فلا تعجبن من ذلك ، فإن لله القدرة على ما يشاء، وهلذا مريض تراه لا يأكل شهرا وهو حي يعيش ، والمريض على كل حال أضعف نفسا وأرق طبعا من القوي.

وأما الذي يموت جوعا : فذلك اجل حضره ، كالذي يموت شبعا وتخمة، ولقد بلغني عن أبي سعيد الخراز رحمه الله أنه قال : كان حالي مع الله تعالى أن

صفحه ۱۸۶