============================================================
وقال صلى الله عليه وسلم : ل" نظرة إلى العالم أحث إلي من عبادة سنة صيامها وقيامها"(1).
وقال صلى الله عليه وسلم : " ألا أدلكم على أشرف أهل الجنة ؟" قالوا : بلى يا رسول الله، قال : 9 هم علماء أمتي"(2).
فبان لك أن العلم أشرف جوهرا من العبادة ، ولكن لا بد للعبد من العبادة مع العلم، وإلأ.. كان علمه هباء منثورا؛ فإن العلم بمنزلة الشجرة، والعبادة بمنزلة ثمرة من ثمراتها ، فالشرف للشجرة؛ إذ هي الأصل، للكن الانتفاع بثمرتها، فإذن لا بد للعبد من العبادة ؛ ليسلم له شرف العلم ، ولا بد أن يكون له من كلا الأمرين حظ ونصيث، ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله: (اطلبوا هذذا العلم طلبا لا يضر بالعبادة، واطلبوا هذذه العبادة طلبا لا يضر بالعلم)(11.
ولما استقر أنه لا بد للعبد منهما جميعا.. فالعلم أولى بالتقديم لا محالة؛ لأنه الأصل والدليل ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : "العلم إمام العمل ، والعمل تابعه "(4) وإنما صار العلم أصلا متبوعا، يلزمك تقديمآه على العبادة لأمرين : أحدهما: لتحصل لك العبادة وتسلم؛ فإنك أولا يجب عليك أن تعرف المعبود ثم تعبده، وكيف تعبذ من لا تعرفه بأسمائه وصفات ذاته، وما يجب له وما يستحيل في نعته ؟! فربما تعتقذ فيه وفي صفاته شيئا - والعياذ بالله- مما يخالف الحق، فتكون عبادتك هباء منثورا، وقد شرحنا ما في ذلك من
صفحه ۴۵