============================================================
هلذا القصد والذكر ولا يكون في حال العذر. . فلا يصير ذلك الأخذ من جملة الخيرات ثم الاستقامة على حفظ هذا الأدب تحتاج إلى بصيرة وقصد مجمل بأنه لا يأخذ من الدنيا بحال إلأ للعدة على عبادة الله تعالى ، حتى إنه إن سها عن ذكر الحكة في حال. . أجزأه ذلك القصذ المجمل عن تجديد ذكر الحجة .
قال شيخنا رحمه الله تعالى : فصارت الأمور الثلاثة معتبرة فيه (1) ، كل واحد من وجه ؛ يعني : أن الذكر والحال معتبران في حصول كونه خيرا أصلا ، والقصذ المجمل المقتضي عن بصيرة منزلة الأدب معتبر في الاستقامة عليه، فافهم ذلك راشدا فإن قيل : فإن أخذ من الذنيا الحلال لشهوة. . فهل يكون ذلك معصية ؟
وهل يلزمآه عليه عذات؟ وهل الأخذ بالعذر فرض أم لا ؟
فاعلم : أن ذلك فضيلة، ونسميه خيرا وحسنة، والأمر به أمر تأديب، والأخذ بالشهوة شر وسيية، والنهي عنه نهي زجر وأدب ، وليس ذلك بمعصية، ولا يكون عليه عذاب النار ، وإتما عليه الحب والحساب ، واللوم والتعيير.
فإن قلت : فما هذذا الحبس والحساب الذي يلزم العبد ؟
فاعلم : أن الحساب أن تسأل يوم القيامة عن ماذا اكتسبت ؟ وفي ماذا أنفقت ؟ وماذا أردت بذلك ؟ والحبس حبس عن الجنة مدة الحساب بذلك في عرصات القيامة بين أهوالها ومخاوفها غريان عطشان، وكفى بذلك بلية .
فإن قيل : فالله سبحانه قد أحل لنا هذا الحلال، فاللوم والتعيير في أخذه لماذا ؟
فاعلم : أن اللوم والتعيير لتركه الأدب ، كمن أجلس على مائدة الملك فترك الأدب، فإنه يعير بذلك وئلام وإن كان الطعام له مباحا .
صفحه ۱۴۰