291

Minhaj al-Talibin wa-Balagh al-Raghibin

منهج الطالبين وبلاغ الراغبين

أنس بن مالك قال قال: رسول الله (صلي الله عليه وسلم). قول لا إله إلا الله يطفئ غضب الرب، ما لم يؤثروا دنياهم على دينهم؛ فإذا آثروا صفقة دنياهم على دينهم، وقالوا لا إله إلا الله ردت عليهم، وقال الله تعالي: " كذبتم ". وقيل في قوله عز وجل " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه " نزلت في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون: "لا إله إلا الله"، وهم زيد بن عمر بن نوفل، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي - قالوها بلا كتاب أنزل ولا رسول أرسل، إلا أنهم استمعوا أقاويل الناس، وكان أحسنها قول: "لا إله إلا الله" فاتبعوه.

" والذي جاء بالصدق وصدق به "قول لا إله إلا الله، وزعم هاشم ابن المهاجر: أن خير الكلام: لا إله إلا الله.

وقيل: قال موسي (عليه السلام): يا رب، من الأمة المرحومة؟ قال: أمة محمد (صلي الله عليه وسلم)؛ يرضون بالقليل من العطاء، وأرضي عنهم بالقليل من العمل، وأدخلهم الجنة؛ بأن يقولوا: لا إله إلا الله.

ابن عمر( (1) ) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم). "ليس على أهل لا إله إلا الله " وحشة في القبور، ولا في النشور؛ فكأني بهم، وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم، وهم يقولوا: " الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور "، وفي رواية عنه عليه السلام قال: "ليس على أهل لا إله إلا الله إذا قالوها مخلصين وحشة عند الموت، ولا وحشة في القبور، ولا وحشة في النشور، وكأني نظر إليهم عند النفخة، وقد خرجوا من قبورهم ينفضون التراب عن رؤوسهم، ويقولون: " الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ".

وقال الحسن: لا إله إلا الله ثمن الجنة.

صفحه ۲۹۴