============================================================
فذلك نجزيه جهنو [الأنبياء: 29] والله تعالى أعلم. وحديث مسلم: لابعثت إلى الخلق كافة"(1)، فإن قيل: ما معنى قوله تعالى: وما أرسلندا إلا رحمة للكلمين [الأنبياء: 107]، وقد جاء عليه الصلاة ال والسلام بالسيف للمعاندين والظالمين؟ فالجواب ما قال الزمخشري على وجه المثال: إنه سبحانه فجر عينا غديقة، فيسقي ناس مواشيهم وزروعهم بمائها فيفلحون، ويبقى ناس مفرطون عن السقي فيضيعون، فالعين في فسها نعمة من الله ورحمة للفريقين، لكن الكسلان جعلها محنة على نفسه حيث حرمها ولم ينفغها.
هذا وفي شرح العقائد: أن الاستدلال بقوله عليه الصلاة والسلام: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" ضعيف، لأنه لا يدل على كونه أفضل من آدم عليه السلام، بل من أولاده. انتهى. وفيه أن من أولاده من هو أفضل منه كابراهيم عليه السلام بالإجماع، فيكون نبينا أفضل منه بلا نزاع، مع أنه قد يراد بولد آدم الجنس الإنساني، كما ورد: ليا ابن آدم إنك دعوتني ال ورجوتني"(2) الحديث القدسي، وقد جاء في أول حديث الشفاعة: "أنا انتهى. ولا يخفى عدم قوة هذا الاستدلال بالنسبة إلى ما قدمناه من الأقوال، ثم بيانه أنه لما كانت أمته عليه الصلاة والسلام خير الأمم كان هو (1) (بعثت إلى الخلق كافة) رواه البخاري وغيره.
(2) (يا ابن آدم إنك ما دعوتني) الترمذي، وصححه، انظر التقرب إلى الله تعالى، طريقه فضله، مراتيه، للشيخ لصالح الحافظ عبد الله سراج الدين حفظه مولاه ص20.
صفحه ۳۴۰