297

============================================================

يوجع سنك وليس فيه الروح"(1).

وأما ما قاله أبو المعين في أصوله على ما نقله عنه القونوي من أن عذاب القبر حق سواء كان مؤمنا أم كافرا أم مطيعا أم فاسقا، ولكن إذا كان كافرا فعذابه يدوم في القبر إلى يوم القيامة ويرفع عنه العذاب يوم الجمعة ال وشهر رمضان بحرمة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، لأنه ما دام في الأحياء لا يعذبهم الله تعالى بحرمته، فكذلك في القبر يرفع عنهم العذاب الايوم الجمعة وكل رمضان بحرمته، ففيه بحث؛ لأنه يحتاج إلى نقل صحيح أو دليل صريح، فالصواب ما قاله القونوي من أن المؤمن إن كان مطيعا لا يكون له عذاب القبر، ويكون له ضغطة فيجد هول ذلك وخوفه، لما أنه كان يتنعم بنعم الله سبحانه ولم يشكر الإنعام حقه (2).

قال: ويدل عليه ما روي عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال لعائشة رضي الله عنها: لاكيف حالك عند ضغطة القبر(3) وسؤال منكر ل ونكير؟ ثم قال: يا حميراء إن ضغطة القبر للمؤمن كغمز الأم رجل ولدها، ال وسؤال منكر ونكير للمؤمن كالاثمد للعين إذا رمدت". وكذا روي عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم آنه قال لعمر رضي الله عنه: لاكيف (1) لم اجده في شرح الصدور، ولا في بشرى اللبيب، ولا في تذكرة الإمام القرطبي، فالله أعلم.

(2) انظر: كتاب القلائد في شرح العقائد، للقونوي ق 113 . وانظر: شرح الصدور فقد نقل كلام النسفي في (بحر الكلام) .

(3) (كيف حالك عند ضغطة القبر)، أحمد ه/407.

19

صفحه ۲۹۷