منح الروض الأزهر

Mulla Ali al-Qari d. 1014 AH
125

============================================================

لأن فيه إيطال الصفة، وهو قول أفل القدر والاغتزال، ولكن يلده صفته بلا كيف، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف.

استيلاؤه؛ (لأن فيه)، أي في تأويله (إبطال الصفة)، أي في الجملة، لأنه تعالى حيث أطلق اليد ولم يذكر القدرة والنعمة بدلها، فالظاهر أنه أراد بها غير معنييهما (وهو)، أي إيطال الصفة من أصلها وبأسرها (قول أهل القدر)(1)، أي عموما (والاعتزال)، أي خصوصا بناء على ما توهم لزوم تعدد القدماء؛ قإن صفة القديم لا يكون إلا قديما وإلا فيلزم أن تكون ذاته محلا للحوادث هنالك، وهو منزه عن ذلك.

و قد علمت آن صفاته سبحانه ليست عين ذاته ولا غيرها فلا يلزم تعدد القدماء، ثم اكد القضية بقوله: (ولكن يده صفته بلا كيف)، أي بلا معرفة كيفية كعجزنا عن معرفة كنه بقية صفاته فضلا عن معرفة كنه ذاته.

(وغضبه ورضاء صفتان من صفاته بلا كيف)، آي بلا تفصيل آنهما من صفات أفعاله أو من نعوت ذاته. والمعنى آن وصف غضب الله ورضاه (1) قول أهل القدر. قال المطرزي: القدرية هم الفرقة المجبرة الذين يثبتون كل الأمر بقدر الله وينسبون إليه القبائح. تنوير الأذهان 302/3. ولكن الشيخ عبد الله يقول : المراد بالقدر، مذهب المعتزلة لأنهم ينفون عن الله تعالى تقديره لأعمال العباد بمعنى أنه لا يحصل شيء من أعمالهم إلا بتقديره الأزلي فسموا قدرية بخلاف أهل السنة فإنهم يثبتون له أنه هو مقدر وخالق أفعال العباد جميعها 235/51. وانظر في معنى القدرية: تعريفات السيد ص 174. وجاء في شرح الجوهرة، للشيخ عبد الكريم، فقال: مذهب المعتزلة: وحاصله: أن العيد خالق لأفعاله الاختيارية بقدرة خلقها الله تعالى فيه. 578/1. وقال القاري عنهم: المكلفون مستقلون بايجاد أفعالهم الاختيارية بقدرتهم الحادثة بخلق الله تعالى. شرح الفقه الأكبر، وسيأتي.

123

صفحه ۱۲۵