منح الروض الأزهر

Mulla Ali al-Qari d. 1014 AH
119

============================================================

وهو شيء لا كالاشياء؛....

ال ومتى شاء وكيف شاء، وأن نوع الكلام قديم، وهو مختار الإمام والطحاوي، والنزاع بين أهل القبلة إنما هو في كونه مخلوقا خلقه الله، أو هو كلامه الذي تكلم به وقام بذاته.

(وهو شيء لا كالأشياء)، هذا فذلكة الكلام ومجمله المرام، فإنه سبحانه شيء، أي موجود بذاته وصفاته، إلا أنه ليس كالأشياء المخلوقة ذاتا وصفة كما يشير إليه قوله سبحانه: ليس كيثله شن) [الشورى: 11) سواء نقول الكاف زائدة للتأكيد والمبالغة كقول العرب: مثلك لا يبخل، وهم يريدون نفيه عن نفسه، وآنهم إذا تفوه عن مثله فقد ن قوه عنه بأبلغ وجه منه؛ فالكناية أبلغ في باب الرعاية، والتلويح أولى من التصريح، أو نقول: الكاف ثابتة، والمراد بمثله ذاته أو صفاته.

ال و الحاصل كما قاله العارف الكامل: ما خطر ببالك فالله سوى ذلك، وقد قال الله تعالى: { ولا يحيطوب يه علما) [طه: 110]، والعجز عن درك الادراك إدراك، وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام قوله: "لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك"(1)، ويعلم من قوله: (شيء لا كالأشياء)، أنه سبحانه ليس في مكان من الأمكنة ولا في زمان من الأزمنة، لأن المكان والزمان من جملة المخلوقات، وهو سبحانه كان ال موجودا في الأزل ولم يكن معه شيء من الموجودات.

(1) (لا احصي ثناء عليك)، رواه مسلم والأربعة. وأوله: (أعوذ برضاك من خطك).

صفحه ۱۱۹