============================================================
الأعرابي وغيره توافقانها ، وحينثذ تعين الجمع بما ذكرته (1).
وأما الثاني. . فكون أبي طالب هو الذي أنشأ ذلك البيت.. هو ما درج عليه أنمة السير وغيرهم، ومن ثم جعله السهيلي في " روضه" أمرا مقررا، ثم بنى عليه إشكاله وجوابه الاتي ردهما(2).
وأما قول الدميري: (إنه من إنشاء عبد المطلب).، فهو وهم منه، وسبب الوهم : أن في آخر قصة عبد المطلب : أن رقيقة (3) بنت أبي صيفي بن هاشم ، وهي التي سمعت الهاتف في النوم أو اليقظة لما تتابعت على قريش سنون أهلكتهم يصرخ يا معشر قريش؛ إن هذا النبي المبعوث قد أظلتكم أيامه وهذا إبان نجومه، فحيهلا بالحيا والخصب، ثم آمرهم بأن يستسقوا به، وذكر كيفية يطول ذكرها، حاصلها ما مر، فلما ذكرت الراوية المذكورة القصة. أنشأت تمدح النبي صلى الله عليه وسلم بأبيات آخرها: [من البسيط) مبارك الأمر يستشقى الغمام به ما في الأنام له عذل ولا خطر فكأن الدميري لما رأى هذا البيت في رواية قصة عبد المطلب التي رواها الطبراني وهو يشبه بيت أبي طالب؛ إذ في كل استسقاء الغمام به الذي هو المقصود.. توهم أن بيت أبي طالب لعبد المطلب، فوهم من وجهين: نسبة هذا البيت لعبد المطلب وإنما هو لرقيقة، والحكم عليه بأنه عين البيت المسوب إلى أبي طالب وليس كذلك ، بل شتان ما بينهما فتأمل هذا المحل فإنه مهم وقد اغتر بكلام الدميري هذذا من لا خبرة له بالسير المأخوذة من الكتب المعتمدة، ثم رأيت ما يقطع بغلط الدميري، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم نسب: (وأبيض..) البيت لأبي طالب، كما أخرجه البيهقي عن أنس قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله؛ أتيناك وما لنا صبي يغط، (1) الروض الأنف (39/3) (2) الروض الأنف (39/3) (3) في النسخ: (رفيعة)، والمثبت من طبقات ابن سعد" (90/1)، وه دلائل البيهقي" (15/2)، و" المعجم الكبير " للطبراني (259/24)، و9 الإصابة *(296/4).
صفحه ۹۱