============================================================
فقالت : ما ذاك بكما، فاصدقاني شأنكما، فلم تدعنا حتى أخبرناها خبره، فقالت: أخشيتما عليه الشيطان ؟ لا والله ما للشيطان عليه سبيل، وإنه لكائن لابني هذذا شأن، فدعاه عنكما(1) وفي حديث عند أبي يعلى وأبي نعيم وابن عساكر : " كنت مشتروضعا في بني ليث انن بكر، فبينا أنا ذات يوم في بطن واد مع أتراب لي من الصبيان ، فإذا أنا برهفط ثلاثة معهم طشت من ذهب ملىء ثلجا ، فأخذوني من بين أصحابي ، وأنطلق الصبيان هربا مشرعين إلى الحي ، فعمد أحدهم فأضجعني على الأزض إضجاعا لطيفا ، ثم شق ما بين مفرق صذري إلى منتهى عانتي وأنا أنظر إليه فلم أجذ لذلك مسا ، ثم أخرج أخشاء بطني، ثم غسلها بذلك الثلج فأنعم غشلها، ثم أعادها مكانها، ثم قام الثاني فقال لصاحبه : تنح، ثم أذخل يده في جوفي وأخرج قلبي وأنا أنظر إليه فصدعه ، ثم أخرج منه مضغة سؤداء فرمى بها ثم قال - أي : أشار بيده - يمنة ويشرة كانه يتناول شيئا ، فإذا خاتم من نور يحار الناظر دونه ، فختم به قلبي فأمتلأ نورا ، فذلك نور النبوة والحكمة، ثم أعاده مكانه فوجدت برد ذلك الخاتم في قلبي دفرا ، ثم قال الثالث لصاحبه : تنح ، فأمر يده بين مفرق صذري إلى منتهى عانتي فألتام ذلك الشق بإذن الله
تعالى، ثم أخذ بيدي فأنهضني من مكاني إنهاضا لطيفا.." الحديث (2).
وفي رواية عند البيهقي : أن أحد الثلاثة في يده إبريق من فضة، وفي يد الثاني طست من زمردة خضراء111.
وورد في خبر التابوت المذكور في الأية : أنه كان فيه الطست الذي غسلت فيه قلوب الأنبياء صلى الله عليهم وسلم(2).
وحكمة ختم قلبه المقدس: الاشارة إلى ختم الرسالة به، قيل: وإنما يسلم هذا إن اختص الختم به، أما إذا لم يختص الختم به كما مر فالحكمة: أنه من جملة (1) انظر " السيرة النبوية *(164/1) (2) تاريخ دمشق (473/3) (3) دلائل النبوة (139/1) 4) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره "(386/2) 14
صفحه ۸۱