============================================================
أي : حال يهتم به - لا يبدأ فيه ببسم الله الرخمان الروحيم فهو أجذم "(1) أي : مقطوع البركة ، ولا تنافيه رواية : 0 الحمد لله "(2) ، لأن القصد البداءة بأي ذكر كان، كما أفادته رواية : "لا يبدأ فيه بذكر الله "(3) فذكر البسملة والحمدلة لبيان أفضل الذكر لا غير، ومن ثم ابتدىء القرآن بهما. ولم ينظر الناظم إلى ما قيل : إن الشعر لا يبدأ فيه بالبسملة، لأن محله - على ما فيه - فيما ليس كهذه القصيدة؛ لأنها اشتملت على أفضل العلوم والمعلومات، فهي أحق بالبداءة بالبسملة من كثير من العلوم: تانيهما: ما هو الأحق بالرعاية على كل بليغ من براعة المطلع، وهو: سهولة اللفظ، وصحة السبك، ووضوح المعنى، ورقة التشبيب، وتجنب الحشو، وتناسب المعاني، وعدم تعلق البيت بما بعده، ويسمى آيضا حسن الابتداء، وقد انتزعوا من هلذا براعة الاستهلال في النظم والنثر، بأن يكون مبدأ الافتتاح دالا على ما بني ذلك النظم أو النثر عليه من الغرض المسوق إليه، كقول أبي تمام : (من البسيطا السيف أضدق أنباء من الكثب(4) لما كان غرضه ذكر الفتح والتحريض على الحرب، وما افتتح به الناظم هلذه القصيدة فيه جميع تلك الشروط وزيادة، كما لا يخفن على متأمل لغرضه، وهو ذكر أوصافه صلى الله عليه وسلم التي ارتقى فيها إلى غاية لم يبلفها غيره، ولذلك كان ميع ما بعده من المدح إلى آخر القصيدة كالشرح والبيان لما تضمنه هاذا المطلع، فلله دره من مطلع جامع بديعا لم يسبق ناظمه لمثله (1) أحرجه السمعاني في " أدب الإملاء والاستملاء" (51/1).
(2) أخرج هلذه الرواية ابن حبان (1)، وأبو داوود (4807)، وابن ماجه (1894)، والنساني في " عمل اليوم والليلة "(498) (3) أخرج هذه الرواية الإمام أحمد (359/2)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (501) (4) ديوان أبي تمام (96/1)
صفحه ۸