============================================================
المشرق، قالت : فلم يزل الحديث مني على بالي حتى ابتعثه الله تعالى، فكنت في أول الناس إسلاما)(1) وحمل الناظم قولها: (استهل) على آنه صلى الله عليه وسلم عطس حتى عبر ب( شمتته) الذي لا يطلق إلا على ما يقال عند العطاس. . يحتاج فيه لسند؛ إذ حقيقة الاستهلال رفع الصوت عند الولادة، وهذا هو الغالب من أحوال المولودين، فخلافه لا يصار إليه إلا بتصريح من يعتمد عليه به ولم آره، وقولها: (فسمعت قائلا يقول..) على آنه الملك. هو الظاهر، وجمعه مبالغة وإشارة إلى أن عصمة الملائكة توجب أن الفعل المسند إلى أحدهم كأنه مسند إلى الجميع، وعلى ما قاله ه رافعا رأسه وفي ذلك الوذ ع إلى كل شؤده إيماء (رافعا) حال من مفعول (وضعته) (رأسه) إلى السماء، كما رواه ابن سعد من حديث جماعة منهم عطاء وابن عباس: (أن آمنة قالت : لما فصل مني- تعني النبي صلى الله عليه وسلم- خرج مني نور أضاء ما بين المشرق والمغرب، ثم وقع على الأرض معتمدا على يديه، ثم أخذ قبضة من التراب فقبضها ورفع رأسه إلى السماء)(2) (وفي ذلك الرفع) الذي هو أول فعل وقع منه صلى الله عليه وسلم بعد بروزه إلى هذا العالم وهو خبر مقدم ( إلى كل سؤدد) أي: رفعة وسيادة على الخلق، وهو متعلق بالمبتدأ الذي هو (إيماء) أي : إشارة إلى أن شأنه وقدره يرتفع ويعلو في الدنيا والاخرة إلى مراتب لا يصلها غيره من ملك ولا جن ولا إنس (1) دلائل النبوة(169/1) (2) في الطبقات الكبري"(102/1)
صفحه ۶۴