============================================================
والحال، وإن توقف أبو حيان في الأخيرين، وتجرود من (ذا) فيضم أولها، ويجوز بقاء فتحه وجر فاعلها بالباء، ك: حب بها وإنما أطلت في هذذه ؛ لأن كلام الشارح فيها غير موف بالمراد، مع أنه لا يخلو- كالنظم في حذفه ما مر- من إيهام. فتأمله.
(عقد) بكسر أوله وهو : القلادة من الجوهر (سؤدد) أي: سيادة (وفخار) أي: تمدح بالخصال الحميدة (أنت فيه) أي : في ذلك العقد ، وفي نسخ : (فيها) نظرا إلى المعنى؛ لما تقرر : أن العقد القلادة (اليتيمة) أي : التي لا شبيه لها في حسنها (العصماء) من العصمة؛ أي : الحفظ والمنع ؛ لأن من شأن هذه الدرة أن يبالغ في حفظها ومنعها عن آن تصل إليها يد الأغيار.
وجملة: (أنت) وما بعده صفة ل( عقد) أو حال منه؛ لتخصيصه بالاضافة، وهذا فيه غاية المدح له صلى الله عليه وسلم ولنسبه؛ أي : حبذا نسبك الذي إذا ذكرت وعدت معك آباؤك.. كانوا قلادة منتظمة من جواهر ثمينة لها السيادة والفخار على جميع الجواهر، وكنت أنت أعظمها وأنفسها وأعلاها، بحيث تكون آنت واسطتها العديمة النظير، والمخصوصة من الرعاية والحفظ والمنع بما لم يوجد لغيرها؛ لتميزها ببلوغها من صفات الجمال ونعوت الجلال ما يبهر العقل ويفوق الوصف، وشاهد هذا ما مر من الأحاديث الصحيحة الصريحة في آنه صلى الله عليه وسلم أفضل المخلوقين، والخليفة الأكبر عن رب العالمين: ولما تمم مدح كماله ونسبه. . أخذ في مدح ذاته فقال : ب ومحيا كالشمس منك مضيء أشفرث عنه ليلة فراه (و) حبذا أيضا (محيا) أي: وجه (كالشمس منك)، حال من (محيا) (مضيء) مبتدأ خبره (كالشمس)، والجملة: صفة ل( محيا) أو حال منه؛ لتصيصه بل منك) وشاهد هذذا حديث البخاري: عن الؤبيع بنت معوذ: (لو رأيته. لقلت : 111
صفحه ۴۵