============================================================
على سخافة عقولكم، وأن لا مسكة لها ولا تثيت ؛ لأنكم تقعون في التناقض الصريح ولا تتنبهون له، وعلى كل حالة إن قؤلا أطلقتموه على الله تعالى ذكرا لقول هراء (إن قولأ) مما حكي عنكم كقولكم بالتثليث (أطلقتموه على الله تعالى) عما تقولونه أنتم وأمثالكم علوا كبيرا (ذكرا) أي : ثناء وتعظيما له في قولكم : الله ثالث ثلاثة (لقول هراء) بضم الهاء من : هرأ الكلام إذا كثر في الخطأ، وفي نسخ بالزاي من قولهم: هزأة بالتسكين؛ أي : مهزوء به، وبالتحريك؛ أي: يهزا بالناس، ويصح أن (ذكرأ) تمييز من (تعالى) أي : تعالى ذكره، وهذا من القول البديع الجامع مثل ما قالت اليهود وكل لزمثه مقالة شنعاء (مثل) يجوز نصبه حالا؛ أي: لقول هراء حال كونه مثل، أو نعتا لمصدر محذوف، ورفعه خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هو مثل (ما قالت اليهود) آي: قولهم بالبداء، فالتشبيه من حيث مطلق الكفر، وإن تباين تفصيل كل من المقالتين (وكل) من الفريقين (لزمته) أي : لزمت دعواه (مقالة شنعاء) أي : قبيحة جدا إذهم أشتقرؤذا البداء وكم ساق وبالا إليهم أشتقراء (إذ هم استقرؤوا البداء) أي: تتبعوه حتى قالوا- ما عدا العيسوية منهم: لا يجوز عقلا ولا سمعا على الله نسخ ملة بملة؛ لأنه يوهم البداء، وهو: ظهور مصلحة له بعد خفائها حتى ينسخ ما مضى لأجلها، ووافقهم بعض غلاة الرافضة، ومنهم من جوزه عقلا ومنعه شرعا، وأما قول بعض المسلمين: الحكم الثابت
صفحه ۳۶۰