============================================================
رضي الله عنهما وغيره ، وكعلي رضي الله عنه ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن ، خلافا لمن زعم وضعه : " أنا مدينة العلم ، وعلي بابها "(1) ومن ثم قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: (جميع ما أثرته لكم من التفسير فإنما هو عن علي رضي الله عنه) وكابن عباس رضي الله عنهما، حتى إنه قال : (لو ضاع عقال بعيري.. لوجدته في كتاب الله) ثم ورت عنهم التابعون معظم ذلك، ثم تقاصرت الهمم عن حمل ما حمله أولئك من علومه وفتونه، فنوعوا علومه أنواعا؛ ليضبط كل طائفة علما وفنا، ويتوسعوا فيه بحسب مقدرتهم، ثم أفرد غالب تلك العلوم وتلك الفنون التي كادت أن تخرج عن الحصر، وقد بين هلذا القائل وجه استنباط غالبها منه بتآليف لا تحصى وقال آخر: علومه خمسون وأربع مثة علم، وسبعة آلاف علم، وسبعون ألف علم؛ على عدد كلم القرآن، مضروبة في أربعة؛ إذ لكل كلمة ظهر وبطن، وحد ومطلع، ويضم لذلك اعتبار تركيب ما بينهما من روابط، لكن هذا لا يحصيه إلا المتكلم به تعالى.
نعم؛ أم علومه ثلاثة: توحيد، ووعظ، وحكم، ومن ثم سميت (الفاتحة) أمه؛ لاشتمالها على هلذه الثلاثة ، و( الإخلاص) ثلثه ؛ لاشتمالها على الأول وقال ابن جرير: (الثلاثة : التوحيد، والأخبار، والديانات) وقال آخر : اشتمل القرآن على كل شيء ، كما قال تعالى : { ما فرطنا فى الكتلب من شو أما العلوم.. فلا تجد مسألة هي أصل إلا وفي القرآن ما يدل عليها، وفيه عجائب المخلوقات، وملكوت السماوات والأرض، وما في الأفق الأعلى وتحت الثرى، وبده الخلق، وأسماء مشاهير الأنبياء والملائكة، وعيون أخبار الأمم السابقة، وشأنه صلى الله عليه وسلم وغزواته، وأخباره إلى مماته صلى الله عليه وسلم، ثم شأن أمته من بعده، وبده خلق الإنسان إلى موته، وأمارات الساعة، وجميع أحوال البرزخ والمحشر، والجنة والنار.
(1) اخرجه الحاكم (126/3)، وقال : (صحيح الإسناد)، واعترضه الذهبي، وأخرجه الطبراني في " الكبير" (55/11)، وابن عدي في "الكامل" (67/5)، والعقيلي في "ضعفائه "(149/3)، والخطيب في " تاريخ بغداد *(7/ 181)
صفحه ۳۳۲