328

منح مکیه

ژانرها

============================================================

.[198.0...: وأرثنا فيه غوامض فضل رقة من زلاله وصفاء (وأرتنا) أي: أوضحت لنا، وفاعله (رقة) الاتي (فيه) أي : في القرآن (غوامض) أي: خفايا (فضل) كالعلوم والمعارف المستنبطة منه التي لا حد لها ولا غاية، ومن ثم جاء عن علي رضي الله عنه : لو شئت آن أوقر بعيرا من تفسير (سورة الضحى).. لفعلت (رقة) كائنة (من زلاله) الزلال : ماء في غاية الحلاوة والبرودة، يوجد في آجواف صخور توجد في نحو الثلج، تشبه الحيوان، وليست في الحقيقة بحيوان كما قاله بعض اكابر أثمتنا (وصفاء) من ذلك الزلال، شبه آي القرآن في محاسن أساليبها، وصفاء مواردها، الموحيين لمن حدق في خفاياهما حديد نظره، وحقق في غورهما دقيق فكره ببرد اليقين، وصفاء القلب عن كل سوى حتى اطلع على سائر الغوامض من العلوم الإللهية، والمعارف الاختصاصية، والمواهب الرحمانية، والمآرب الروحانية، بما في غاية العذوبة والبرودة، وصفاء الجوهرية ورقتها، بحيث لا يمنع من رؤية ما تحته مما من شأنه أن يخفى وبهذا الذي قررته من برد اليقين وصفاء القلب يعلم أن ذلك إنما يحصل لمن انصقلت مرآة فكره، كما أشار لذلك بكلام جامع بديع على عادته فقال : (1971 إنما تختلى الوجوه إذا مسا جليث عن مزآتها الاضداء (إنما تجتلى الوجوه) أي: تظهر ظهورا واضحا لا خفاء معه بوجه (إذا) قوبلت بالمرآة، إذا (ما) زائدة (جليت) أي: أزيلت، وبين هلذا و(تجتلى) تجنيس الاشتقاق (عن مرآتها) بكسر الميم والمد (الأصداء) فكذلك مرآة القلوب، لا تجتلى لها العلوم والمعارف من القرآن.. إلا إذا جليت عنها أصداء الأغيار، وأذابت قواها فيما هي بصدده آناء الليل وأطراف النهار: 9

صفحه ۳۲۸