275

منح مکیه

ژانرها

============================================================

أو ليتني آراه في يقظتي، بناء على إمكان ذلك، وهو ما حكاه ابن أبي جمرة والبارزي واليافعي وغيرهم عن جماعة من التابعين ومن بعدهم : أنهم رأوه في المنام، فرأوه بعد ذلك في اليقظة، وسألوه عن آشياء غيبية فأخبرهم بها، فكانت كما أخبر، قال ابن أبي جمرة : وهذا من جملة كرامات الأولياء، فيلزم منكرها الوقوغ في ورطة إنكار كراماتهم (1).

وفي "منقذ الغزالي " : أن أرباب القلوب في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء، ويسمعون منهم أصواتا، ويقتبسون منهم فوائد(2) وقال البدر حسن الأهدل : وقوعها للأولياء تواترت بأجناسها الأخبار، وصار العلم بذلك قويا انتفى عنه الشك، وما تواترت عليه أخبارهم لم يبق فيه شبهة، ثم أخذ- يعني : الأهدل - يبطل ذلك ويفسده ويعظم النكير على مجوزه بما لا حجة فيه ، ومما يبطل جميع ما دندن به وجاوز فيه الحد: أن من المعلوم آنه صلى الله عليه وسلم حي في قيره، وأنه لا يراه في اليقظة الرؤية النافعة إلا ولي، وأنه لا يبعد : أن من أكرم برؤيته.. آن يكرم بازالة الحجب بينه وبينه، فهو صلى الله عليه وسلم- مع كونه في قبره - يراه الأولياء في اليقظة في قبره ويحادثونه وإن بعدت ديارهم واختلفت مراتبهم في الحالة الواحدة، ولا يلزم من وقوع ذلك لهم على جهة الكرامة الباهرة أنهم أصحابه؛ لأن الصحبة انقطعت بموته صلى الله عليه وسلم، وإذا كان من رآه بعد موته وقبل دفنه غير صحابي. فهلؤلاء كذلك بالأولى، فاندفع قول "فتح الباري": (هذا مشكل جدا، ولو حمل على ظاهره.. كانوا صحابة) اه (3) ومما يؤيد أن الناظم يحتمل أنه أراد ذلك. أنه تلميذ القطب أبي العباس المرسي، فهو الذي حلت عليه بركته حتى وصل إلى النظم البالغ الذروة العليا، والقطب المذكور وارث القطب الأكبر أبي الحسن الشاذلي، وكل منهما حفظت عنه (1) انظر " بهجة النفوس" لابن آبي جمرة (173/1) و(1444/2)، و" فتح الباري" (385/12 (2) المنقذ من الضلال (ص 69) (3) فتح الباري (385/12)

صفحه ۲۷۵