============================================================
بن نون حين قاتل الجبارين يوم الجمعة ، فلما أن أذبرت الشمس. . خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم ويدخل السبت فلا يحل له قتالهم فيه ، فدعا الله فرد عليه الشفس حتل فرغ من قتالهم"(1) ، وذلك لأن المراد : على أحد غيري ، على أن كثيرين أو الأكثرين من الأصوليين : أن المتكلم لا يدخل في عموم كلامه .
وروي حبسها يوم الخندق حين شغل عن صلاة العصر، وذكر البغوي في تفسير: {وذوها علك}: أنها حبست لسليمان صلى الله عليه وسلم(2)، ورد بأن المراد : الصافنات ؛ لأنها المذكورة دون الشمس.
وبين (شق) و (شق) الجناس التام ، وهو : أن يتفق اللفظان حروفا وعددا وهيئة ، ومنه قوله تعالى : ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة)، واعترض بأن الساعة في الموضعين بمعنى واحد، وشرطه : اختلاف المعنى، وأن لا يكون أحدهما حقيقة والاخر مجازا، بل حقيقتين، وزمان الساعة وإن طال للكنه عند الله تعالى في حكم الساعة الواحدة، فإطلاق الساعة على القيامة مجاز، وعلى الآخر حقيقة، وذلك يخرج الكلام عن التجنيس، كما لو قلت : ركبت حمارا، ولقيت حمارا، يعني: بليدا اه فإن قلت : هلذا يأتي هنا؛ لأن الشق في الموضعين بمعنى واحد، وبتسليم الاختلاف فهو في أحدهما حقيقة، وفي الاخر مجاز قلت : يمكن أن يقال: إنه فيهما مختلف وحقيقي؛ إذ شق الأجرام الجمادية غير شق الأجرام الحيوانية من حيث الصورة والآلة، وأيضا فشق القمر شق جرمه كله، وشق الصدر إزالة غشائه لا غير، وكفى بهذا اختلافا، ثم المتبادر من كل منهما : أنه حقيقي كما لا يخفى، قيل: ليس في القرآن من الجناس التام غير هذذه الآية، (1) حديث رد الشمس اختلف فيه العلماء ما بين مثيت له ونافي ، انظر " الشفا" (ص 347)) و" فتح الباري" (6/ 221)، و1 البداية والنهاية " (6/ 671)، ول1 سبل الهدى والرشاد" (605/9)، ول" تنزيه الشريعة " لابن عراق (378/1)، وانظر أيضا كلام الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تعليقه على " المصنوع " (ص265) (2) تفسير البغوي (11/4) 28
صفحه ۲۶۲