============================================================
وسلم؛ أي: أظهر (خبء1) أي: شيئا مخبأ (له الغيوب خباء ) أي: ساترة.
وبين (خبء1) و(خباء) الجناس المحرف ، وفي (وكم...) إلخ التذييل.
تنبيهان : أحدهما: يجب على كل أحد أن يعتقد أن الله تعالى هو المختص بعلم الغيب، وأن ما حصل لرسله وأوليائه منه فهو إما بوحي من الله أو إلهام، والاستثناء في قوله تعالى : { فلا يظهر على غييهه أحدا * إلا من آرتضى. ..} إلخ.. متصل كما هو الأصل، وذكر الرسول لا للاختصاص به ، بل لأن كرامة أولياء أتباعه من جملة كراماته ومعجزاته ، وفي الحديث : " إني لا أغلم إلا ما علمني ريي" .
ثانيهما في بيان ما أشار إليه الناظم من كثرة ما آخبر به صلى الله عليه وسلم من المغيبات : وحاصل شيء من ذلك : أن مما يدل على كثرة ما أخبر صلى الله عليه وسلم به من الغيوب ما في القرآن منها مما لا يحيط به حد ، وخبر الطبراني : " إن ألله قذ رفع لي الثنيا ، فأنا أنظر إليها وإلى ما هو كائن فيها إلى يؤم ألقيامة ، كأنما أنظر إلى كفي هلذه "(1) وخبر أبي داوود : (قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما، فما ترك شيئا إلى قيام الساعة إلا حدثنا به)(2).
وفي الحديث الصحيح : " فعلمت علم الأولين وآلآخرين " .
وصح: آن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بموت النجاشي يوم موته بالحشة، وصلى عليه بأصحابه (3) وأنه وأبا بكر وعمر وعثمان صعدوا أحدا فتحرك، فضربه برجله وقال له: " أثبت ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان" فاستشهدا وأن ملك قيصر وكسرى ينقطع بعده من العراق والشام، فكان كذلك في زمان (1) ذكره الهيثمي في " المجمع "(980/8) وقال : (رواه الطبراني، ورجاله وثقوا على ضعف كثير في سعيد بن سنان الرهاوي) (2) سنن آبي داوود (4237) (3) أخرجه البخاري (1254)، ومسلم (951)، وابن ماجه (1534)، وأحمد (7/4) والطبراني (178/3)، وغيرهم.
241
صفحه ۱۷۵