159

منح مکیه

ژانرها

============================================================

لتغليبهم لفضلهم ، وقول الرازى : (أجمعنا على أن المراد : الإنس والجن)(1).: مؤؤل، بل مردود، وأما بقية الجمادات.. فعلى ما ذهب إليه بعض محققي المتأخرين (4)، ومعنى إرساله للملائكة وهم معصومون : أنهم كلفوا بتعظيمه والإيمان به وإشادة ذكره(2)، وللجمادات: أنه يركب فيها ادراكات لتؤمن به وتخضع له، {وإن من شىء إلا يسيح بحمده* أي : حقيقة لا بلسان الحال فقط ، خلافا لمن زعمه .

(على الله) أي: على العلم بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وبما يجب له من اثبات كل صفة كمال، وسلب كل صفة نقص، بل وكل ما لم يصل إلى أعلى غايات الكمال، وما يجوز له من إيجاد الخلق وإعدامهم، وبما يمتنع عليه من المحالات التي لا تتعلق بها القدرة كما هو مقرر في محله (بالتوحيد) أي: بطلبه منهم توحيده تعالى، بآن يقروا بأنه تعالى واحد في ذاته فلا تعدد له بوجه، وصفاته فلا نظير له بوجه، وأفعاله فلا معين ولا شريك له فيها بوجه وظاهر المتن : أن (الباء) في (بالتوحيد) باء الآلة، ككتبت بالقلم، ويوجه: بأن العلم بالتوحيد - كما ذكر- ينشأ عنه العلم بما يليق بذات الله تعالى وأسماته وصفاته وأفعاله كما تقرر (وهو) أي: العلم بكل ذلك والدلالة عليه (المحجة) أي: الطريقة إلى رضا الله تعالى التي أمر بها ويثيب عليها (البيضاء) أي: النيرة المضيثة الواضحة التي لا يضل سالكها ولا ينقطع ولا يخشى فيها من آفة ، وهلذا مقتبس من قوله صلى الله عليه وسلم : " تركتكم على الواضحة البيضاء ، ليلها كنهارها، ونهارها كليلها، لا يزيغ عنها إلأهالك"2).

ولما صبر صلى الله عليه وسلم على تبليغهم مع ما حصل له منهم مما آشار الناظم إليه بقوله : (وإن شق عليه...) إلخ.. أطاع الله له اكثرهم حتى صاروا من أكابر أتباعه كما قال : (1) التفسير الكبير (45/24) (2) نقل ذلك السيوطي عن البارزي . انظر " الحاوي"(140/2) (3) اشادة ذكره : أي إشاعته ورفعه (4) أخرجه ابن ماجه (43)، وأحمد (126/4)، والحاكم (46/1)، والطبراني في "الكبير "(18/ 247) وغيرهم

صفحه ۱۵۹