107

منح مکیه

ژانرها

============================================================

وأتاه في بيتها جبرئيل ولذي اللب في الأمور ازتياء (و) مما يدل على عظيم ذكائها وفرط معرفتها أنه (أتاه) بعد النبوة والرسالة (في بيتها جبريل)- كعندليب لغة في جبريل- ليلقي إليه ما أمر به من الوحي، وكان عندها من الإيمان به علم اليقين فأحبت أن تنتقل عنه إلى عين اليقين ، كما وقع لإبراهيم صلى الله عليه وسلم وعلى نبينا وعلى سائر الأنبياء والمرسلين في قوله تعالى [على لسانه] : بلك ولكن ليطمين قلبى}، وكيف لا تريد هلذه المرتبة العلية (ولذي) أي : صاحب (اللب) أي : العقل الكامل، وخديجة رضي الله عنها من أكمل أولي الألباب وأذكاهم (في الأمور) أي : الأحوال التي قد تشتبه (ارتياء) أي: استبصار، من: ارتأيته؛ أي: نظرته بالعين أو القلب كما في " القاموس" ، وفراسة يقضي بها على تلك الأمور بتمييز حسنها من قبيحها، فعلم أن هاذه الجملة اعتراضية، وآن فيها غاية المناسبة لما قبلها وما بعدها؟

اذ الاعتراضية لا بد لها من نكتة، فهي هنا الإشارة إلى كمال عقلها واستبصارها، مع إفادة أن هذا أمر كلي جرى مجرى المثل والحكمة، فهو من إرسال المثل:.

فاماطث عنها الخمار لتذري أهو الوخي أم هو الإغماء (ف) بسبب تلك المحبة مع ما عندها من كمال العقل (أماطت) أي : أزالت (عنها) أي: عن رأسها (الخمار) وهو : ما يخمر؛ آي: ما يغطى به الرأس (لتدري) أي : لكي تعلم علم اليقين ( أهو) أي : أهلذا الذي عرض له صلى الله عليه وسلم حتى أخرجه عن حالته المألوفة منه (الوحي) آي : حامله وأمينه الذي كان يأتي به الأنبياء قبله، ومرت أقسامه (أم) هي معادلة الهمزة المطلوب بها وباأم) التعيين، ولها قسم ثان، وهو: آن تقع بعد همزة التسوية، وسميت فيهما معادلة لمعادلتها الهمزة في إفادتها الاستفهام في الأول والتسوية في الثاني، وتسمى فيهما متصلة؛ لأن ما قبلها وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الاخر، ويقابلها المنقطعة، وهي ثلاثة أقسام مبسوطة في محلها

صفحه ۱۰۷