من وحی ثورة حسینیة

هاشم معروف الحسني d. 1403 AH
184

فعل بأصحابه.

وجاء في مقاتل الطالبيين عن ابراهيم بن رياح ان الرشيد حين ظفر بيحيى بن عبدالله بن الحسن بنى عليه أسطوانة وهو حي كما كان يفعل جده المنصور معهم ، وأضاف الى ذلك مؤلف أخبار عيون الرضا : ان المنصور لما بنى الابنية ببغداد جعل يطلب العلويين طلبا شديدا ويضع من ظفر به منهم في الاسطوانات المجوفة المبنية من الجص والآجر فظفر ذات يوم بغلام منهم حسن الوجه اسود الشعر من ولد الحسن بن علي عليه السلام فسلمه الى الباني وأمره ان يجعله في جوف اسطوانة ويبني عليه ووكل من يراقبه في ذلك وحين اراد الباني ان يدخله حيا الى الاسطوانة اخذته الرقة والشفقة فأدخله الاسطوانة وترك فيها فرجة صغيرة يدخل منها الهواء وقال للغلام لا بأس عليك فاجر فاني سأخرجك في جوف الليل ، وفي الليل جاءه وأخرجه وقال له اتقي الله في دمي وغيب وجهك فاني قد اخرجتك خوفا من ان يكون جدك خصمي يوم القيامة ، فقال له الغلام : سأفعل ولكن أريد منك ان تذهب الى امي وتخبرها بأني قد نجوت ، فذهب الباني الى الموضع الذي وضع له فسمع فيه البكاء والنحيب فدخله وأخبرها بنجاة ابنها.

وطلب الرشيد يحيى بن عبدالله بن الحسن وكان قد فر منه الى الديلم واجتمع عليه الناس وأخيرا استسلم الى الرشيد بعد ان اعطاه الامان والعهود بأن لا يمسه بسوء ولكنه لم يف بعهوده ولا بمواثيقه وقتله بفتوى بعض الشيوخ الذين أفتوه بأن عهوده لا يجب الوفاء بها وحبس محمد بن يحيى بن عبدالله وقتله في حبسه كما ضرب الحسين ابن اسماعيل بن عبدالله بن جعفر ضربا مبرحا حتى مات ودخل عليه احد العلويين من نسل الحسين عليه السلام فقذف هارون امه فرد عليه العلوي بالمثل فأمر جلاديه بقتله فضربوه بعمود من حديد فمات لأول ضربة وأخيرا لم يستطع ان يرى الإمام موسى بن جعفر طليقا يتابع رسالته والشيعة

صفحه ۱۹۳