معه عشرون شابا من اهله وبنيه واخوته ما لهم على وجه الأرض من مثيل.
وروى عنه معاوية بن وهب وقد دخل عليه في اليوم العاشر من المحرم فرآه حزينا كاسف اللون وهو يدعو ويقول : الله يا من خصنا بالكرامة ارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس وارحم تلك الخدود التي تقلبت على قبر ابي عبدالله الحسين وارحم تلك الصرخة التي كانت لأجله ، ومضى يقول في دعائه لزوار الحسين والباكين عليه كما جاء في رواية ابن وهب : اللهم ارحم تلك الأنفس والابدان حتى توفيهم على الحوض يوم العطش الاكبر ، ولما استغرب معاوية بن وهب ما رآه من بكاء الإمام ومن دعواته لزوار قبر ابي عبدالله والباكين عليه ، قال له : يا ابن وهب ان من يدعو لزوار قبر الحسين والباكين لما اصابه في السماء اكثر ممن يدعون لهم في الأرض ، ودعاء الاماء لزوار قبر الحسين يشير إلى ان الشيعة كانوا يتوافدون لزيارته من ذلك التاريخ.
ودخل جعفر بن عفان عليه فقال له : بلغني انك تقول الشعر في الحسين وتجيده فأنشدني من شعرك فيه ، ثم قام وأجلس نساءه خلف الستر فلما قرأ عليه من شعره في الحسين جعل يبكي وارتفع الصراخ والعويل من داخل الدار حتى ازدحم الناس على باب الدار مخافة ان يكون قد حدث فيها حادث فلما وقف الناس على واقع الأمر تعالى الصراخ من كل جانب ثم قال له : لقد شهدت ملائكة الله المقربون قولك في الحسين وبكوا كما بكينا.
وكان جعفر بن عفان من شعراء اهل البيت ، وله مواقف مع ابن ابي حفصة شاعر العباسيين الذي كان يتملق اليهم بانتقاص العلويين ، وهجائهم ومن قصائده التي كان يتملق بها للعباسيين قوله في ابيات يخاطب لها العلويين :
صفحه ۱۵۴