وكصلاة ابيها امير المؤمنين في وسط المعركة في صفين والقتلى تتساقط عن يمينه وشماله. ومعاوية يحرض جيشه على مواصلة القتال واغتياله بكل الوسائل وكصلاة اخيها سيدة الشهداء في وسط المعركة يوم العاشر من المحرم وسهام اهل الكوفة تنهال عليه من كل جانب ومكان. وان لم يكن لها الا قولها حين مروا بموكب السبايا في طريقهم على مصارع القتلى ورأت أخاها الحسين وبنيها واخوتها وأبناء عمومتها وأنصارهم أشلاء مبعثرة هنا وهناك ان لم يكن لها إلا قولها حين نظرت الى تلك الاشلاء اللهم تقبل منا هذا القربان يكفها لان تكون فوق مستوى الإنسان مهما بلغ من العلم والمعرفة والصبر وقوة الإيمان.
وخلال حديثي عن ثورة الحسين عليه السلام لقد عرضت بعض الجوانب من مواقف العقيلة في كربلاء خلال المعركة وبعدها وفي الكوفة مع اهالي الكوفة الذي خرجوا يبكون ويندبون الحسين ومن قتل معه ، ومع ابن مرجانة في قصر الخضراء حينما رأت الابتسامة تملأ شدقيه ورأس اخيها سيد الشهداء بين يديه ينكث ثناياه بمخصرته ويتمنى حضور اشياخه الذين صرعهم علي بن ابي طالب والد الحسين في معركة بدر الى غير ذلك من مواقفها الكريمة التي ضربت فيها اروع الأمثلة في البطولات والشمم والمثل العليا ، وبينت بمواقفها للعالم في كل عصر وجيل ان المرأة المسلمة باستطاعتها ان تزعزع عروش الطغاة وفراعنة العصور وأن تقلب الدنيا على رؤوسهم كما فعلت ابنة علي والزهراء.
صفحه ۱۱۳