از نقل تا ابداع (جلد اول نقل): (۱) تدوین: تاریخ - خواندن - سرقت ادبی
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال
ژانرها
101
وتظهر النزعة التاريخية في ذكر اليونانيين دون مقارنة بالهند، وكأن البيروني يريد تقديم مجرد معلومات عن اليونان كما قدم معلومات عن الهند. ويخصص البيروني عشرات الأبواب لذلك.
102
وقد تضيع المقاصد العامة للكتاب وسط هذه التفصيلات والجزئيات التي بلغت ثمانين فصلا، مما يجعلها في حاجة إلى تجميع في موضوعات كلية لمعرفة العناصر الرئيسية المكونة للحضارة الهندية بوجه عام وللدين الهندي بوجه خاص. تكثر الأبواب عددا وتقل صفحاتها. وتقصر الأبواب تباعا من البداية إلى النهاية. ويمكن تجميع هذه الأبواب الثمانية في ثلاث مجموعات كبرى: العقائد، والشعائر، والحكمة. العقائد ثلاث: الله والعالم والنفس، كما هو الحال في كل الديانات، بل والفلسفات والشعائر؛ أي الدين باعتباره مؤسسات أربعا: الشعائر، والشرائع، والمجتمع، والرهبنة. والحكمة أربع: الحساب، والفلك، والتاريخ، والجغرافيا. ويسود الفلك والجغرافيا، وهما مستوى التحليل عند القدماء، وهي ميادين اهتمام البيروني.
103
وكأن الكتاب في الفلك، وما الأديان إلا مقدمة. وربما هذا الجمع بين الفلك والتاريخ هو الذي جعل دراسة البيروني للهند دراسة متميزة. وربما استعمل البيروني الهند لعرض علم الفلك، وهو من المتعمقين فيه. وتنتقل الموضوعات من الفلك إلى التشريع إلى الفلك من جديد بحيث يبدو أقرب إلى الفلكي منه إلى علم الاجتماع الديني.
من هذه المقدمة التاريخية العامة يمكن تلمس منهج البيروني في كتابة التاريخ الذي يقوم على التعرف على حضارة الآخر، مع احترام كامل لحضارة الغير، وعدم الإحساس بالنقص أمامها ، ثم تمثلها، ومقارنتها مع غيرها، والرد عليها بوضعها في إطار ثقافة الأنا. كما يقوم على التعاطف المسبق مع الموضوع المقارن من أجل فهمه والغوص فيه؛ فالحضارة كلها على مستوى واحد من الاحترام.
104
ويعطي البيروني مئات من الجداول والرسومات التوضيحية للتواريخ والمذاهب والديانات. ويمكن أيضا تحديد المنهج التاريخي عند البيروني على أنه يقوم على العرض الموضوعي دون الجدال، والتعريب للمصطلحات والتعريف بها مثل لفظ الشرف، والاعتماد على المصادر التاريخية والنصوص المقدسة الهندية مثل كتب باتنجل، كيتا، بهارت، سانك، ودون الإحالة إلى الماضي في تاريخ الهند أو التطوير إلى المستقبل، بل دراسة الدين في حاضره.
105
صفحه نامشخص