از نقل تا ابداع (جلد اول نقل): (۱) تدوین: تاریخ - خواندن - سرقت ادبی

حسن حنفی d. 1443 AH
182

از نقل تا ابداع (جلد اول نقل): (۱) تدوین: تاریخ - خواندن - سرقت ادبی

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال

ژانرها

29

كان اليونان في القديم يوسطون الأصنام بينهم وبين العلة الأولى، ويعبدونها بأسماء الكواكب والجواهر العالية؛ إذ لم يصفوا العلة الأولى بشيء من الإيجاب، بل بسلب الأضداد تعظيما لها وتنزيها. فكيف يقصدونها للعبادة؟ ولما نقلت العرب من الشام أصناما إلى أرضهم عبدوها كذلك ليقربوهم إلى الله زلفى استشهادا بأفلاطون في المقالة الرابعة من النواميس.

30

وجالينوس في كتاب «أخلاق النفس» يذكر صنمهم هرمس. والصابئة عبدة الكواكب والأصنام، علماؤهم فلاسفة، وفلاسفتهم علماء، وهم محبو الحكمة التي تجمع بين الفلسفة والعلم. ولكن لما تنصر الروم منعوا الفلسفة وحرموا الكلام فيها؛ إذ كانت في الظاهر ضد شرائع النبوة. تحملت الفلسفة الدين في البداية ولم يتحمل الدين الفلسفة في النهاية.

31

وتتم أسلمة الوافد ككل، فالحكماء يبحثون في أوصاف الخالق الواجبة له، إما دهريون ويجحدون الصانع (طاليس)، وإما طبيعيون يبحثون في أفعال الطبائع مثل أصحاب الطبائع من قدماء المعتزلة. فمجدوا الله وعظموه وتحققوا بمخلوقاته. هنا ترد الفلسفة إلى الدين، ويصبح الحكماء من كبار المؤمنين بالله واليوم الآخر وبالبعث والنشور وما جاءت به الكتب على لسان الأنبياء.

32

فالحكماء ثلاثة: دهريون مجدوا الخالق مثل طاليس، وطبيعيون انتقلوا من الخالق إلى المخلوق، وإلهيون وهم الحكماء المتأخرون سقراط وأفلاطون وأرسطو.

وقد استمد اليونان علومهم من الشرق القريب لهم من الكلدانيين والبابليين أو من الشرق الأبعد عنهم، فارس والهند. فالشرق أصل الحضارة والغرب تابعه. «ريح الشرق» بدأت أولا قبل «ريح الغرب»، وربما إليه يعود. لا تاريخ بلا جغرافيا، ولا زمان بلا مكان.

33

صفحه نامشخص