از نقل تا خلاقیت (جلد اول نقل): (۲) متن: ترجمه – اصطلاح – توضیح
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق
ژانرها
22
إذ يقوم الشارح بمراجعة الترجمات الأخرى، والمقارنة بينها مع الرجوع إلى الأصل السرياني.
23
وقد تبدو عبارات مقحمة من المترجم أو الشارح أو الناسخ للربط بين أجزاء الكتاب الواحد، الألف الصغرى والألف الكبرى مثلا، يشرحها شارح، ويتركها آخر على أساس أنها إضافة ليست في النص الأصلي.
24
ومن ثم يكون لدينا خمسة دوائر حول المركز الموحد وهي:
ويمكن توضيح ذلك بمخروط مقلوب على هذا النحو الآتي:
وكل مرحلة تعيد إنتاج النص بالنسبة للمرحلة السابقة. وتكون إعادة الإنتاج أكثر كلما كان النقل من لغة إلى أخرى، ومن حضارة إلى أخرى. وقد تبعد المسافة بين البذرة الأولى والتلخيصات والشروح الأخيرة. الفرق في الشروح داخل الحضارة فرق في الدرجة، أما الفرق في الشروح بعد انتقال النص من حضارة إلى أخرى ففرق في النوع. مهمة السرياني (النصراني) معرفة مدى تطابق الأصل اليوناني مع الترجمة السريانية، ومهمة العربي (المسلم) معرفة مدى تطابق الترجمة العربية مع الترجمة السريانية والأصل اليوناني؛ كل يعمل من موقعه الحضاري. وقد اعتنى المترجم العربي بمختلف النقول السريانية قدر اعتنائه بمختلف النقول العربية. ويورد الجميع في تعليقاته، مرة فوق الصفحة ومرة أسفلها، مرة بالأحمر ومرة بالأسود، ومرة يورد الترجمات كلها في مقاطع متوازية، كما هو الحال في الأناجيل الأربعة (السفسطة).
والنص أيضا ليس هو الأصل اليوناني، بل هو الترجمة السريانية التي شرحت النص اليوناني، وقربته إلى الترجمة العربية؛ فلما كان النص اليوناني إملاء للطالب، أو سماع محاضرات ترجم في السريانية وفي العربية «السماع الطبيعي»؛ فلا يوجد نص منذ البداية بل عدة نصوص، بل يمكن القول إن النص الأول مجرد افتراض ذهني لا وجود له. النص الأول في ذهن المؤلف، أرسطو مثلا. والنص المدون من المؤلف كتابة أو من التلميذ إملاء اقتراب من النص الذهني؛ نظرا لحدود اللغة واختلاف طرق التعبير. والنص المدون الثاني يصبح نصا ثالثا في أيدي النساخ، الذين قد ينسخون نسخا مطابقا أو غير مطابق، عن قصد أو عن غير قصد. والنص الثالث في أيدي النساخ يتحول إلى نص رابع، بين أيدي القراء الذين قد يهمشون أو يعلقون، يضيفون أو ينقصون. والنص الرابع بين أيدي القراء يتحول إلى نص خامس بين الشراح اليونان، القراء المهنيون بعد القراء الهواة. والنص الخامس بين يدي الشراح اليونان، يتحول إلى نص سادس على يد المترجمين السريان، الذين قد يترجمون النص الثاني الذي تبعد المسافة بينهم وبينه أو النص الخامس القريب منهم. ثم يتحول النص السادس إلى نص سابع على يد الناسخ السرياني، الذي يقوم هو أيضا بدوره في الفهم لما ينسخ، وهو أفضل من نسخ ما لا يفهم. ثم يتحول نص الناسخ السرياني السابع إلى نص ثامن، بفضل القارئ السرياني العام غير المتخصص، الذي يدون أيضا ما يفهم على النص. ثم يتحول النص الثامن للقارئ السرياني إلى نص تاسع، على يد الشارح السرياني الذي يقوم بالتعليق إضافة أو حذفا. وقد يتحول النص التاسع للشارح السرياني إلى نص عاشر للمترجم العربي الذي ينقله إلى اللغة العربية. ثم يتحول هذا النص العاشر للمترجم العربي إلى النص الحادي عشر على يد الناسخ العربي، الذي يساهم أيضا في عقلنة النص تيسيرا للقراء. ثم يتحول النص الحادي عشر للناسخ العربي إلى النص الثاني عشر للقارئ العربي غير المتخصص، الذي يدون أيضا انطباعاته على النص داخله أم خارجه. ثم يتحول النص الثاني عشر للقارئ العربي المتخصص إلى النص الثالث عشر للشارح العربي، الذي يحاول مرة أخرى تحويل النص المترجم إلى نص مقروء ومفهوم تيسيرا على القراء. هناك إذن عدة مراحل في كل نص منقول من لغة إلى أخرى: الترجمة، النسخ، القراءة، التعليق الذي يضم الشرح والتلخيص. ولما كانت لدينا ثلاث لغات: اليونانية، والسريانية، والعربية، فهناك على الأقل اثنا عشر نصا تشير إلى النص الواحد، بالإضافة إلى النص الأول ومدى التطابق عند المؤلف الأول بين النص الذهني والنص المدون سواء كان كتابة أم إملاء. النص يولد نصوصا عن طريق الإملاء والترجمة والنسخ والقراءة والتعليق شرحا أو تلخيصا، وكأننا بصدد رسالة السيد المسيح التي لا يعلمها أحد؛ فهو النص الذهني، ثم هناك محاولات عدة للتعبير عنها فهما وتدوينا من أفراد وجماعات عدة.
25
صفحه نامشخص