قال: يسلم جلدك عليك.
فقلت في نفسي إذا كان فك الرقبة بعد حين فالقضية محلولة وعلى هذا تفارقنا، وهكذا كان. وبعد أسبوعين توجهنا إلى بتدين، وهتفنا بسقوط الكثيرين فأسقطهم المتصرف موقتا ...
هذه واحدة، أما الثانية فكانت في جبيل، كتبت مقالا عن كاهن عنونته: عوافي يا عم - عمبزرع عدس، تاكل وجع - أنا وخيي سليمان.
فغاظ المقال أهل بلدته فنزل إلى عمشيت منها سبعون رجلا بالسلاح الكامل، أما أنا فكنت في جبيل بمدرسة الفرير، فحماني العلم المثلث الألوان، واليوزباشي جرجس غسطين الذي جعلني أنتقل في الإسكلة كالمتصرف، جنديان خلفي، وجنديان قدامي، فأعجبتني هذه الأبهة ولكنها لم تدم، ما دام إلا رسائل الوعيد التي كانت تنهال علي فتحرمني النوم، وصار محسوبكم: إذا رأى غير شيء ظنه رجلا ...
وهون الله أخيرا، والتقيت في سراي جونيه بالقبضاي الذي كان يتهددني، فجاء صوبي وعرفني بذاته الكريمة، وأخذ يهد ويقد، فناجاه ابن عم لي على طرازه، وكان «المحترم» في السراي فجاء على الصوت، ودخل - رحمه الله - في الدعوى شخصا رابعا، وتصالحنا باسم من قال: من ضربك على خدك الأيمن ...
قد يقول القارئ: جرت كل هذه الحوادث يا عنترة، وما أكلت كفا! - لا يا مولاي، خليها مستورة، الماضي مضى ... لم يكن القتل دارجا في زماننا ... ومن يقتل رجلا بمقالة!
إن ضرب الصحفي وسام كبير وإعلان ثمين شهير يعطاهما مجانا ...
19 / 3 / 53
اضرب ... علق الشر
الطائفية نار ونور، نار في الشارع ونور في الكنيسة والجامع، فإذا صلى كل منا على نبيه ولم يضمر لأحد بغضا كانت الخطام والزمام والعهد والذمام، فهي تعلم المسلم:
صفحه نامشخص