إنها لتحس في بعض الأحايين أنها تكرهه، شوقا إليه ... ما أعجب هذا الإحساس الذي يطرأ عليها حينا بعد حين فإذا هي منه في غمرة من الشك والقلق لا تدري معها أهي تحبه أم تبغضه ...!
ليتها تستطيع أن تعرف ما الحب وما البغض! أهما معنيان متناقضان أم اسمان لمعنى ...؟
وليتها تعرف ما الحقيقة! أهي شيء واحد أم شيئان، ولون واحد أم ألوان؟
إنه هو هو، وإنها هي هي؛ لم يتغير شيء منها ولم يتغير شيء منه، ولم يزل هو كل شيء في حياتها ولم تزل؛ فما بال تلك الأشياء التي كانت تحببه إليها يوما هي هي التي تبغضه إليها اليوم؟
إن الباطل الصراح أحب إلى النفس من الحقيقة المتلونة!
واحتوشتها الأفكار فلم تعرف ماذا تأخذ منها وماذا تدع، فأطرقت وأرسلت عينيها؛ وكان سامي في غرفته يكتب قصة الشاعر الذي يهتف منذ الدهر القديم:
تمنيت من حبي «علية» أننا
على رمث في البحر ليس لنا وفر
على دائم لا يعبر الفلك موجه
ومن دوننا الأهوال واللجج الخضر
صفحه نامشخص