130

من حديث النفس

من حديث النفس

ناشر

دار المنارة للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الثامنة

سال انتشار

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

محل انتشار

جدة - المملكة العربية السعودية

ژانرها

الشفاء نشرت سنة ١٩٣٦ كان مصابًا بالسل، ولكنه سل غريب قاتل؛ لم يكن في الرئة ولا في الأمعاء، بل كان في النفس، في الفكر، فكان يعطل شعوره وتفكيره ويخنق حياته ويهد كيانه ... كان مصابًا بـ «داء الحب». خمدت جذوة قريحته، وتعطلت ملكاته كلها، وضاع ذكاؤه وبادت فطنته، وضاق كل شيء في نظره فأصبح يراه مقتضبًا مختصرًا: المسرات كلها اختُصرت في لقاء مَن يحب، والآلام في فراقه، والواجبات كلها في إرضائه، والمحرمات كلها في إغضابه، واختصر كتاب حياته وطمس اسمه وعنوانه، فكان حاشية صغيرة على هامش حياة التي يحبها، واختصرت الدنيا الطويلة العريضة المليئة بالفضائل والأمجاد، الفياضة بالجمال والحقيقة والخير، فكانت كلها هذه المرأة! وأقهَمَ عن الطعام واجتواه (١)، وأصبح خالفًا لا يشتهيه

(١) اجتوى الطعام: كرهه، وأقهم عنه: لم يشتهه لعلة أو مرض (مجاهد).

1 / 139