من العقيدة إلى الثورة (٢): التوحيد
من العقيدة إلى الثورة (٢): التوحيد
ژانرها
وأن أقصى ما لدى العقل من قسمات للتعبير بها عن عواطف التنزيه تكون أيضا مشابهة بتشبيه؛ لأنها على الأقل قسمة إنسانية من الذهن البشري. وقد يكون التوقف عن الحكم رغبة في المصالحة بين الأطراف المتعارضة ورفضا لاختيار الحلول الحاسمة إما تقية أو نقصا في الشجاعة.
120
وقد يكون التوقف عن الحكم مصاحبا بالتقليد، وفي هذه الحالة يكون التقليد أكثر منه توقفا عن الحكم.
121
والحقيقة أن التوقف عن الحكم بداية إعلان موقف جديد، وذلك بتجاوز المتاهات العقلية السابقة وردها إلى أصول ثم إرجاع المسألة إلى نشأتها في التجربة الإنسانية حتى تعود الإلهيات إلى نشأتها الأولى في الإنسانيات، وبدلا من الإيهام بإله خارج العالم يجد فيه الإنسان وجوده المغترب، يقضي الإنسان على اغترابه ويعود إلى ذاته كوجود في العالم.
ثانيا: الصفات السبع
(1) مقدمة، السباعي: العلم، القدرة، الحياة، السمع، البصر، الكلام، الإرادة
لم تستقر صفات الذات في سبع إلا متأخرا. فقد كانت الصفات عامة دون تفريق بين صفات ذات وصفات فعل، أو بين صفات وأوصاف، أو بين صفات وأسماء. فمع الصفات السبع وضع الأشاعرة أحيانا بعض الأسماء مثل الجلال والإكرام والجود والإنعام والعظمة، فيتم التداخل بين الصفات والأوصاف أو بين الصفات والأسماء.
1
وقبل استقرار البناء النظري للصفات، تظهر وكأنها لا تعد ولا تحصى. ولكن يثبت العلم والسمع والبصر والحياة بلا ترتيب، ويرفض القدم وغيرها من الصفات التي لم تذكر نقلا. وتدخل أوصاف الذات مع صفاتها، وصفاتها مع أسمائها، ولا تتأكد القدرة في الثلاثي، وتتداخل صفات التشبيه مع مظاهر الإرادة.
صفحه نامشخص