من العقيدة إلى الثورة (١): المقدمات النظرية
من العقيدة إلى الثورة (١): المقدمات النظرية
ژانرها
24
بالرغم من اتفاق القدماء على أن علم الكلام علم بمقاييس عصرهم وطبقا لظروفه وحاجاته، إلا أنه في الحقيقة ليس علما بمقاييس عصرنا ولا طبقا لظروفه وحاجاته؛ فكل عمل للعقل في النص لديهم كان علما، وكل عرض للوحي عرضا نظريا كان علما حتى اتسع نطاق العلم، وشمل كل جهد عقلي في النص، في حين أن العلم لدينا وصف للظواهر، وتحليل للتجارب، وأن النص بالنسبة لنا هو أحد مصادر المعرفة، أما العلم فإنه علم بالواقع بعد عمل العقل والحس فيه، النص هو وسيلة للعلم وليس موضوعا للعلم، إلا في نظرية التفسير.
25
إن العلم لا يكون علما إلا إذا كان له على الأقل موضوع ومنهج، وعلم الكلام على هذا النحو الذي وصفنا لا موضوع ولا منهج له.
سادسا: مرتبته
(1) من حيث الموضوع
يضع القدماء علم الكلام في أعلى الدرجات، فهو أشرف العلوم من حيث الموضوع والمنهج والفائدة والغاية.
1
هو أشرف العلوم من حيث الموضوع؛ لأنه يتناول أشرف الموضوعات، وهو «ذات الله وصفاته وأفعاله».
2
صفحه نامشخص