از عقیده تا انقلاب (5): ایمان و عمل - امامت
من العقيدة إلى الثورة (٥): الإيمان والعمل - الإمامة
ژانرها
وفي الإمامة الكل كافر، من بايع غير الإمام، والإمام لرفضه حرب من لم يبايعه. وقد كان الإمام مرتدا قبل أن يتولى الإمامة. وقد يكون النبي هو المسئول عن هذا الخطأ لعدم توضيحه الأمر عن الإمامة من بعده.
53
ويبدو أن النماذج الدينية من البيئات الحضارية المجاورة قد ساهمت في إثراء الصور الفنية وتنوع أشكال التعبير، خاصة من اليهودية والمسيحية. وقد شاركت اليهودية مجتمع الاضطهاد في الظروف الاجتماعية والسياسية نفسها فيما يتعلق بألوهية الأنبياء والأئمة، أو مشاركتهم في الخلق باعتبارهم أول المخلوقات، ونزولهم آخر الزمان أو رجعة الأموات. وقد تداخلت البيئتان ليس فقط بفعل الترجمة، ولكن بفعل التعايش بين الأمم داخل الأمة الكبرى. ولكن يظل العامل الغالب هو الظروف النفسية والاجتماعية لمجتمع الاضطهاد الذي قد ظهر في شكل سياسي كما هو الحال في فرق المعارضة، أو في شكل احتفالي كما هو الحال في جماعات الصوفية.
54 (3-2) المعارضة العلنية في الخارج
وتشمل كل فرق المعارضة التي آثرت حمل السلاح لتقويض دولة الظلم علنا. ولما استحال ذلك في الداخل لاصطدامها مع فرقة السلطان والعسكر والشرطة، فإنها خرجت على أطراف الأمة للعودة إليها غزوا وفتحا جديدا. ويستحيل تكفير عقائدها في الإلهيات؛ لأنها تقوم على أصلي التوحيد والعدل، كما هو الحال في المعارضة العلنية في الداخل، ولكن يأتي التكفير أساسا موجها ضد السمعيات (النبوات)، خاصة في موضوعي النظر والعمل والإمامة، أي في عمل الفرد وعمل الجماعة، فعل الفرد وفعل الدولة. فإذا كانت قوة المعارضة السرية في الداخل في الإلهيات في عقائد التأليه والتجسيم والتشبيه، فإن قوة المعارضة العلنية في الخارج في النبوات في النظر والعمل وفي الإمامة. ويصعب على فرقة السلطان تكفير التنزيه وتكفير أصلي التوحيد والعدل. ونظرا لأن المعارضة العلنية في الخارج أهل عمل وليسوا أهل نظر، متحمسون سياسيا ، فإنهم يعتمدون في نظرهم على المعارضة العلنية في الداخل، وهم أصحاب النظر والمعارضة العقلية.
55
ففي السمعيات لا يظهر موضوع النبوة إلا قليلا؛ فتحت وطأة المعارضة لفرقة السلطان وللنظام اللاشرعي تستلهم نبوة أخرى قادمة من قوم آخرين تنسخ النبوة التي تحولت إلى شريعة ظالمة. تستمر النبوة ولا تنقطع؛ لأن تحول النبوة إلى خلافة ظالمة لا تقضي عليها إلا نبوة جديدة. ويكون الدين الجديد عودا إلى الدين الطبيعي بعد أن انهار دين الوحي ومثلته دولة ظالمة. ويكون للدين الجديد كتاب آخر مطابق للدين الطبيعي ينزل مرة واحدة، ويكشف الحقائق مرة واحدة دون تغير أو تطور أو نسخ طبقا لمصالح أحد، حتى ولو كان الإنسان نفسه أو جماعة المؤمنين. ويكفي للإيمان الشهادتان حتى ولو كانت النبوة للعرب وحدهم، والتزم الناس بالشهادة الأولى، ثم طبقوا شرائع اليهودية أو النصرانية؛ فشريعة خاتم الأنبياء تحولت على أيدي الناس إلى شريعة ظالمة. في هذه الأمة إذن شاهدان؛ الأول خاتم الأنبياء، والثاني شاهد آخر قد لا يتعين ظهوره قبله أو بعده. وهنا تلحق المعارضة العلنية في الخارج بالمعارضة السرية في الداخل في إثبات الحاجة إلى إمام آخر؛ أي إلى قيادة جديدة للأمة. وتعبيرا عن التطهر والتزهد والتعفف تنكر إحدى سور القرآن التي تشير إلى الغواية تمسكا بالنقاء والطهارة الروحية.
56
وبصرف النظر عن إشارة عابرة إلى المعاد، واعتبار أن عذاب النار ليس هو العذاب الوحيد، وأن العذاب لمخالفيهم وليس للموافقين معهم، لغيرهم وليس لهم، فإن الموضوع الغالب على المعارضة العلنية في الخارج في السمعيات هو النظر والعمل والإمامة. وهما متشابكان؛ إذ إن الثاني، إيمان الإمام أو كفره، يقوم على الأول، تحديد معنى الكفر والإيمان. فمرتكب الكبيرة كافر، ومن لا عمل له لا إيمان له، ولا وسط بين المؤمن والكافر، فاسقا كان أم عاصيا أم منافقا؛ ففي لحظات المقاومة لا وجود للحلول الوسط، ولا يثبت إلا طرفا الصراع، الشيء ونقيضه. وكيف يوجد وسط بين الإيمان قولا دون التصديق وجدانا أو التحقيق عملا؟ والمعصية جهل، وليست مجرد ارتكاب فعل مخالف للإيمان . ومن أتى بكبيرة فقد جهل، ليس من أجل الفعل، ولكن من أجل المعرفة؛ فالفعل معرفة، والعمل نظر؛ فلو ضاع الفعل والعمل ضاعت المعرفة والنظر. وقد تكون المعرفة بالله والمعرفة بالنبي؛ فمن عرف الله وكفر بالنبي فهو كافر لا مشرك، ومن جحد الله أو جهله فهو مشرك. فالمعرفة بالله، أي التوحيد، أساس الإيمان والكفر تأصيلا للأصول وبحثا عن الجذور.
57
صفحه نامشخص