فنقول إنه إذا اتصل المشتري بزحل من تسديس أو تثليث دل ذلك على ظهور الرعاة والملوك والأشراف والنبوة والوحي والأسرار وإذا كان ذلك من تربيع وكان من الرابع دل ذلك على استتار الرعاة وطالبي الملك وتغير أمور كثيرة من أمور الملك والدين وإن كان ذلك من السابع دل على كثرة الخصومات من أهل المملكة والأمم وكثرة الأهوال فإن كان ذلك من العاشر دل على كثرة الخصومات بين الملوك والسلاطين والقضاة
فإذ قدمنا في الفصل الثامن من المقالة الثانية دلالات اقتران المريخ وزحل في سائر البروج وكان من خاصة إفراط حدوث الجدري والقروح والخراجات والمكر والخداع والمخاريق وتجدد الملك لرجل في أرض ذلك البرج الذي يقترنان فيه مع ما خصنا من ذلك في كل برج من البروج على الانفراد فلنذكر في هذا الفصل دلالات سائر اتصالاته به ومقارنة الكواكب لزحل واتصالاتها به
فنقول إنه إذا اتصل المريخ بزحل من تثليث أو تسديس دل ذلك على دخول الغش في أمور الناس المتدينين والملوك وعلى تخليطات تعرض فيما بين الناس بسبب أمور الديانات فإن كان من تربيع وكان من الرابع دل على كثرة السرق واللصوص واستتار أكثر ذلك فإن كان من السابع دل ذلك على مضادة الناس بعضهم بعضا وعلى تباعدهم وتعاديهم وتنازعهم وإن كان من العاشر دل ذلك على أنه ينال الرعية من السلطان شدة وثقل طاعتهم له
وإذا قارنته الشمس دل ذلك على بطلان الشر وذهاب الباطل والغش وإن اتصلت به من تسديس أو تثليث دل على افتقار الملوك إلى رعيتهم وحاجتهم إليهم وإن كان من تربيع وكان من الرابع دل ذلك على نشر الملوك لكثير من الأسرار والأمور وإن كان من السابع دل ذلك على منازعة الملوك لقوم من الرعية كالرهبان والفقراء وما شاكل ذلك وإن كان ذلك من العاشر دل ذلك على شدائد وخوف وفزع ينال الملوك من رعيتهم مع كثرة استعمالاتهم للحبوس وآلاتها كالقيود والأغلال وما أشبهها
صفحه ۱۶۲