فإن أريد معرفة كيفية حاله وطبعه من جهة حلول بعض الأشخاص وممازجتها في الأقسام الفلكية فلينظر إلى صاحب السهم الأول الذي هو زحل فإن كان مقبولا بريئا من النحوس وهو ناظر إليه كان ذلك دليلا على حسن حال القائم وصلاحه وعدله مع صلاح حال الرعية وحسن طاعتهم له وكذلك إن كان زحل في موضع محمود فإن كان غير مقبول أو في مكان غير موافق له دل ذلك على فظاظته وجوه وفساده وإن كان صاحبه فاسدا دل على فساد رعيته وبغضهم له وثقله عليهم وإذا كان صاحبه مقارنا لنحس عند التحويل الدال على قيامه فإن ذلك دليل على صلاح حالاته في ابتداءات أموره وعلى رداءةعواقبه وفساد آخره فإن كان محصورا بين سعد ونحس وكان السعد بين يديه والنحس من خلفه فذلك دليل على رداءة حالاته في ابتداءات أموره وصلاح عواقبه وإن كان النحس بين يديه والسعد من خلفه كان دليلا على أن الفساد في أوائل أموره والصاح في أواخرها وإن كان صاحب بيته متصلا به من غير المقابلة دل على حسن طاعة الرعية له فإن كان منصرفا عنه دل على إيثاره للخير وذكره له وعزته به وقلة وفائه بذلك وإن كان انصرافه عنه من مقابلة دل ذلك على قلة انتفاع رعيته به وإذا كان صاحب بيت زحل مقارنا له دل على اقتداره على رعيته وظفره بالأعداء وإن كان منصرفا عنه دل على ضعفه وقوة أعدائه عليه وإن كان معه في برج وكان اتصاله بغيره من غير برجه ثم اتصل بزحل من قبل أن يخرج من برجه دل على كثرة الخوارج عليه من أهل بيته ولقائه من ذلك شدة وظفره بهم فإن لم يتصل بزحل قبل أن يخرج من برجه كان أضعف لذلك وخيف عليه خروج الملك فإذا دفع صاحب سابع زحل تدبيره إلى كوكب تحت الشعاع دل على هلاك أعدائه على يدي غيره فإن كان الكوكب المدفوع إليه خارجا من الشعاع كان أقوى للعدو مع قلتهم إلا إن يكون ذلك الكوكب يتصل بكوكب شرقي خير الموضع فإن الأمر إذا كان كذلك دل على كثرتهم وعلى أن بدء أمرهم واجتماعهم يكون من ناحية المشرق وإذا دفع صاحب سابع زحل إليه التدبير من تسديس أو تثليث دل على قلة أعدائه وعلى معافاته من الحروب وحاجة أعدائه إليه ومهادنتهم له وإذا كان صاحب سابع زحل في موضع قوي ودفعت إليه الكواكب التدبير دل على كثرة الخوارج عليه والمنازعين له والمتغلبين عليه مع كثرة جمعهم وعلى استمالتهم لأكثر أعوان القائم وتخوف الهلاك عليه لذلك السبب وإذا كان صاحب سابع زحل أحد النيرين أو صاحب العاشر دل على أن الخوارج على القائم والمحاربين له قوم من أهل بيته فإذا كان زحل في التحويلات النهارية في شرفه بمنظر من المشتري دل على عمارته للبلدان وقهره بأعدائه
وقد يستدل على ذلك أيضا من جهة صاحب سهم الملك فإنه إذا كان في تثليث زحل أو في تسديسه أو كان أحدهما يقبل صاحبه دل على حب الرعية له في ذلك الوقت وإن كان في تربيعه كان الأمر متوسطا وإن كان في مقابلته دل ذلك على محاربتهم له
صفحه ۷۲