![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_126.png)
فاعلمآ : أن هذه ورطة تاه فيها جماعة ، فتسفسطوا وأنكروا كون النظر مفيدا لليقين .
فقال بعضهم : طلب اليقين غير ممكن ، وقالوا بتكافؤ الأدلة ، وادعوا اليقين بتكافؤ الأدلة.
والتحق بعضهم بالواقفية ، وقالوا : نحن لسنا ندرك اليقين ، وليس يحصل لنا الأمان ، ولسنا نتيقد أيضا تكافة الأدلة ، بل هلذا أيضا لا ندريه.
وكشف الغطاء عن هلذا صعث ، ويستدعى تطويلا ، ولكن أفيدك الآن طريقين تثق بهما في كذب الوهم :
الأول : جمليي : وهو أنك لا تشك في وجود الوهم والقدرة والعلم والإرادة ، وهلذه الصفات ليست من النظريات 110 ، ولؤ عرضت الوهم على نفس الوهم .. لأنكره ؛ فإنه يطلب له سمكا ومقدارا ولونا ، فإذا لمآ يجده . . أباه ، ولؤ كلفت الوهم أن يتأمل ذات القدرة والعلم والإرادة .. لصور لكل واحد قذرا ومكانا مفردا ، ولؤ فرضت له اجتماع هلذه الصفات في جزء واحد أؤ جسم واحد . . لقدر بعضها منطبقا على البعض كأنه سشر رقيق مرسل على وجهه ، ولم يقدر على تقدير اتحاد البعض بالبعض بأسره؛ فإنه إنما يشاهد الأجسام ، ويراها متميزة في الوضع ، فيقضي على كل شيئين بأن أحدهما متميز في الوضع عن الآخر.
صفحه ۱۲۴