
وإن كان الحيوان لا يخلو عن القسمين ، وحيث يستمر في نظره قاضيا على الألوان بقضية . . قد لا يحضره معنى السوادية والبياضية وغيرهما ، وهلذا من عجيب خواصها وبديع أفعالها .
فإذا رأى فرسا واحدا . . أدرك الفرس المطلق الذي يشترك فيه الصغير والكبير، والأشهب والكميت ، والبعيد منك فى المكان والقريب ، بل يدرك الفرسية المجردة المطلقة منزها عن كل قرينة ليسث ذاتية له ، فإن القدر المخصوص واللون المخصوص ليس للفرس ذاتيا ، بل عارضا أؤ لازما في الوجود ؛ إذ مختلفات القدذر واللون تشترك في حقيقة الفرسية .
وهلذه المطلقاث المجردة الشاملة لأمور مختلفة هى التى يعبر عنها المتكلمون بالوجوه والأحوال والأحكام ، ويعبر عنها المنطقيون بالقضايا الكلية المجردة ، ويزعمون أنها موجودة في الأذهان لا في الأعيان ، وتارة يعبرون عنها بأنها غير موجودة فى خارج ، بل في داخل؛ يعني : خارج الذهن وداخله (1) ، ويقول أرباب الأحوال : إنها أمور ثابتة ، ثم تارة يقولون : إنها موجودة معلومة، وأخرى يقولون : لا موجودة ولا معدومة ، ولا معلومة ولا مجهولة، وقد دارث فيه رؤوسهم، وتاهث عقولهم .
صفحه ۷۸